لا يمكن الحديث عن الكرة المغربية دون تذكر أسماء دخلت التاريخ من بابه الواسع، ومحمد البوساتي واحد من أهم الهدافين الذين أنبجتهم الكرة المغربية في أيامها الجميلة، وارتبط ابن القنيطرة المزداد في 1957 بفارس سبو النادي القنيطري حيث وجد نفسه يؤثث البساط الأخضر في الداخل و الخارج، و هو هداف الهدافين في البطولة الوطنية بامتياز بعد ان استطاع ان يبرز منذ 1973 و هو التاريخ الذي أعطى انطلاقة الرجل في الممارسة الى جانب "الكاك" وعمره لم يتجاوز سبعة عشرة سنة ليعرف أوج عطاءاته خلال موسمي 1981 و 1982 ويكون هدافا برقم قياسي لم يصله أحد إلى اليوم بتسجيله ل 25 هدفا .. كان طبيعيا ان نتحدث الى محمد البوساتي " الحصان" كما يحلو للقنيطريين تسميته، في ظل تراجع مستوى التهدبف ببلادنا لمعرفة السر في كيفية انتاج بطل مماثل يجد السهولة في معانقة الشباك فكانت آراؤه واضحة وجريئة من خلال الحوار التالي : س: باعتبارك عميدا للهدافين المغاربة وساهمت كثيرا في تطوير الممارسة الكروية ببلادنا كيف ترى مستوى الدوري المغربي ؟ - ج : على العموم فمستوى الكرة المغر بية في تحسن كبير، صحيح انه ليس بالنسبة للجميع ولكن لايمكن ان ننكر ان هناك فرقا تستعد جيدا و تقدم منتوجا كرويا مهما ، و هنا لايمكن ان ننكر التطور الذي تعرفه فرق الجيش الملكي و الوداد البيضاوي و اولمبيك خريبكة وهذه الفرق تنشط البطولة وتخلق المنافسة الحقيقية و على العموم فالبطولة ببلادنا تتحسن سنة بعد اخرى.. س : ألا تتفق معي ان البطولة تفتقر للهدافين الذين يعرفون اسطياد الاهداف بسهولة ، والى ماذا ترجع السبب ؟ - ج : بكل تأكيد أن هناك ضعفا في هذا الباب و هو الأمر الذي يجب أن يعيه مسؤولو و مدربو الفرق الوطنية و بالتالي التفكير الجدي في ايجاد حل لهذه المشكلة مادامت الفرجة الحقيقية تقتضي تسجيل الاهداف و الوصول الى المرمى ، وهنا فإنه من الواجب العمل اليومي و تخصيص حصص متعلقة بهدافي الفرق من اجل ترويضهم على التسجيل و الوصول السهل للمرمى و هو الاسلوب الذي يتطلب متخصصين داخل الفرق للقيام بهذا العمل الى جانب المدربين لان الوصول للمرمى هواية لايمكن ان يكتسبها الجميع .. ولم نعد نجد للاسف الشديد هدافين يلعبون بدون كرة و هو امر غريب .. الهداف الحقيقي بامكانه خلق الفرص لنفسه و لزملائه و هو الالة التي يعول عليها من اجل توجيه اللعب و خلق الفرص .. و منذ مدة طويلة لم ار مهاجما من هذا العيار الى حدود اقدام المغرب التطواني هذا الموسم على جلب اللعب كوكو الذي اثبت الى حدود الان عن توفره على مواصفات الهداف.. و من العار ان ننتظر قدوم هدافين من دول اخرى اليس من الضروري تهيئ ابطال من جلدتنا س : كيف ترى هذا الغزو الافريقي لشباك حراس بطولتنا على حساب الهدافين المغاربة الذين لا يستطيعون مجاراة الوافدين مما يؤثر على دعوة اللاعبين المحليين للمشاركة الى جانب المنتخب الوطني الاول ؟ - ج . شهادة حق في شخص المدرب الوطني لابد من القول بها وهي انه يتنقل للملاعب الوطنية كل نهاية اسبوع وهذا يؤكد أن له رغبة في التنقيب عن المهارات المستعدة اكثر لحمل القميص الوطني ، و الكرة الان بين يدي الممارسين اذ عليهم الاجتهاد اكثر لجعل المدرب الوطني يهتم بهم و يدعوهم للحضور الى جانب الاخرين ولا يكن ان يتأتى ذلك الا اذا اشتغل اللاعبون بالجدية اللازمة و اثاروا الاهتمام صوبهم ، اذ انه من غير المعقول ألا نجد لاعبين من الدوري المحلي ضمن تشكيلة المنتخب مع احترامي للاعبين المغاربة الممارسين بالخارج وانا لست ضدهم بل اعتبر ان وجودهم اساسيا فالمنتخب المغربي في حاجة للجميع محليون و محترفون و لكل من يستطيع ان يكون حاضرا بقلبه و عطائه و تجربته .... و البنية التحتية و الملاعب افضل من السابق و بالتالي فانه من الضروري ان يوازي هذا التطور في البنية وفي الملاعب ،على عكس السابق ،لم يعد مقبولا الاختباء وراء ضعف هذه البنية ، ماينقص هي الارادة و العزيمة و الرغبة في تثبيت التجربة و البحت عن الحضور و هذه هي نصيحتي للاعبين الشباب لضمان ترابط الاجيال الكروية ببلادنا ... س : هل يمكن الحديث عن الاقتراب من الوصول لبطولة احترافية ببلادنا ؟ - ج : لا يمكن ذلك لان الحديث عن بطولة احترافية لابد ان يمر عبر تهيئ الاجواء الكاملة لتحقيق هذا الهدف و على رأسها العقليات فنحن للأسف لانتوفر على عقلية المسير والمدرب المحترف حتى نتمكن من الوصول الى الممارس المحترف ، و هذا معيق كبير لتحقيق حلم الاحتراف ...