صرحت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة بالحكومة الإسرائيلية أن فتح معبر "رفح" السبت، من جانب مصر بصورة يومية يأتي خلافا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل ب "كامب ديفيد" عام 1979. وأضافت المصادر الإسرائيلية في تصريحات خاصة للإذاعة العامة الإسرائيلية أن تل أبيب تخشى من أن يستخدم المعبر لتسلل عناصر "إرهابية" إلى قطاع غزة ما لم تخضع حركة العبور لأي مراقبة دولية، على حد زعمهم. وأشارت المصادر السياسية الإسرائيلية إلى أن فتح معبر رفح في أعقاب قرار أحادي الجانب اتخذته السلطات المصرية يحملها المسئولية عن ضمان الأمن ومنع أي نشاط إرهابي. ومن جهة أخرى، زعم نائب وزير الخارجية الإسرائيلي "داني أيالون" أن لإسرائيل ومصر مصالح مشتركة في محاربة الإرهاب الدولي والممارسات العدائية التي تقوم بها حركة حماس، على حد قوله، معربا عن اعتقاده بأن التعاون بين البلدين سيستمر لمصلحة جميع الأطراف. واستشهدت الإذاعة العبرية بتصريحات السفير "محمد بسيوني" سفير مصر السابق لدى تل أبيب التي أوضح فيها السبت، أن بلاده لن تسمح بتنقل وسائل قتالية لمعبر رفح، مضيفا أنه لا مجال لتدخل إسرائيلي فى كل ما يتعلق بفتح المعبر، لأن هذه المسألة تخص السيادة المصرية. فيما اعتبر النائب بالكنيست "داني دانون" عن حزب الليكود اليميني أن قرار مصر فتح معبر رفح بصورة دائمة يدل على فشل خطة الإنفصال الإسرائيلية عن قطاع غزة. وقال دانون إنه في حال قيام دولة فلسطينية بالضفة الغربية ستتكرر هذه المشاهد في معابر "غور الأردن" أيضاً. بينما قال النائب "ناحمان شاي" من حزب "كاديما " إن فتح معبر رفح يُعد فشلاً ذريعا لحكومة "بنيامين نتانياهو" التي فقدت الدعم الدولي لسياسة عزل حماس. ورأى نائب الكنيست أن الأفضل لإسرائيل في الظروف الراهنة الإعلان عن رفع الحصار عن غزة كونه لم يعُد مجديا.ً وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن فتح معبر رفح يضاف إلى سلسلة مفاجئات لم تستطع أن يتوقعها النظام الأمني الإسرائيلي بما فيها أجهزة المخابرات. وأضافت معاريف أن هذا الفشل في توقع السلوك المصري اتجاه معبر رفح يضاف إلى سلسلة إخفاقات إستخبارية في الفترة الأخيرة ومن بينها تصريحات رئيس قسم الإستخبارات الذي أعلن قبل الثورة في مصر بأيام بأن نظام حسني مبارك مستقر. وأوضحت الصحيفة أن هذا الفشل يضاف عليه أيضا اتفاق المصالحة بين فتح وحماس الذي أبرم رغم أنف إسرائيل، حسب تعبير الصحيفة، وكذلك وجود أحداث سفينة "مرمرة" وما ارتكبته قوات الكوماندوز الإسرائيلي الذين اقتحموا السفينة، نهاية شهر مايو الماضي 2010، وأخيرا اقتحام الحدود السورية في قرية "مجدل شمس" خلال إحياء فعليات ذكرى النكبة. ولفتت صحيفة يديعوت أحرونوت لتصريحات سابقة ل"عاموس جلعاد" مدير عام الفرع السياسي والأمني بوزارة الدفاع الإسرائيلية قبل أسابيع، التي قال فيها "إنه لا يوجد نية لدى المصريين بتغيير الواقع في معبر رفح، بشكل مخالف للتصريحات العلنية للمسئولين المصريين الذين تعهدوا بفتح المعبر خلال الأيام المقبلة". ونقلت يديعوت حسب المصادر الأمنية الإسرائيلية فإن أكثر ما يقلق إسرائيل ليس فتح معبر رفح بحد ذاته إذ أن المعبر سيفتح لبضع ساعات إضافية يوميا، ولكن تقلص السيطرة الأمنية على سيناء ووجود عشرات الأنفاق التي تعمل على مدار الساعة، كل هذه الأمور قد تجلب مأساة أمنية حقيقية لإسرائيل، على حد تعبيرها. وأضافت المصادر الإسرائيلية ليديعوت: "أن السؤال الكبير المزعج هو ما الذي يحدث بين مصر وحماس؟.. فهذا الأمر يدعو للقلق الحاد"، موضحة "أن هذا الأمر رغم مساوئه يمكن أن يكون له ثمار إيجابية أيضا من خلال نزع جزء كبير من المسئولية الإسرائيلية عن قطاع غزة بشأن الإغلاق والحصار، كما أن تقوية العلاقات بين الجانبين يمكن أن تكون له انعكاسات إيجابية في قضية تبادل الأسرى".