شهدت تونس أول مواجهة من نوعها مع من سمتهم وزارة الداخلية بمجموعة مسلحة تنتمي إلى القاعدة، قتل خلالها ضابط برتبة عقيد، وعنصران من التنظيم إلى جانب جرح جنود في منطقة الروحية ، بولاية سليانة ، شمال غرب البلاد. وحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية ، ناجي الزعيري، فإن التحليلات، التي أجريت على جثتي اثنين من عناصر تلك المجموعة ، بينت أنهما تونسيان، وينتميان إلى تنظيم القاعدة، مشيرا إلى فرار عنصر ثالث، وهو تونسي الجنسية أيضا. وأضاف الزعيري أن الاشتباك مع المجموعة المسلحة في سليانة جاء بعد إلقاء القبض على أربعة عناصر ينتمون إلى القاعدة في الأيام الماضية بينهم ليبي وجزائري. وأشار إلى أن عدد الموقوفين من التنظيم يبلغ ستة عناصر، بينما هناك آخرون يختبئون في مناطق بالجنوب التونسي، مؤكدا أن أغلبية العناصر يدخلون تونس عبر الحدود الجزائرية ، وبالتحديد منطقة جبل الأبيض التي تأوي ; حسب الزعيري، أحد مخيمات تدريب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي. وفي تعليق له على أحداث سليانة، قال رئيس الحكومة التونسية المؤقتة، الباجي قائد السبسي، إن ما حدث يثبت أن بلاده ليست في مأمن من مخاطر ما يسمى الإرهاب، وأضاف أن سقوط ضحايا في صفوف الجيش التونسي يدعو إلى تجديد الإكبار للدور الذي يقوم به الجيش. وأكد مصدر أمني لوكالةالأنباء الفرنسية أنها المرة الأولى منذ الثورة التونسية التي يقتل فيها «إرهابيون» جنودا تونسيين. و ذكرت إذاعة موزاييك أف.أم التونسية أن هذه المواجهات وقعت بين الجيش و»مجموعة مسلحة من تسعة أشخاص يحملون الجنسيات التونسية والجزائرية والليبية، وينتمون إلى تنظيم القاعدة». ويرى المحلل والباحث الاجتماعي التونسي، محمد الجويلي، إن تنظيم القاعدة يستغل هذه الحالات من الارتباك على الحدود، والانتقال الديمقراطي للسلطة، للقيام بعمليات «استعراضية» كي يثبت وجوده. وأشار الجويلي إلى أن تونس لطالما كانت عصية على تنظيم القاعدة، ما عدا عمليتين معروفتين، هما عملية جربة وسليمان، مشيرا إلى أن الموقوفين والقتلى في عملية الروحية مرتبطون بعملية سليمان.