أكد زعماء الحزب الاشتراكي الفرنسي دعمهم لمدير صندوق النقد الدولي، دومينيك ستراوس كان، المعتقل في الولاياتالمتحدة بتهمة محاولة اغتصاب عاملة نظافة، لكنهم أوضحوا أنهم يتطلعون لمستقبل الحزب. وفي اجتماعهم الذي عقدوه برئاسة السكرتيرة الأولى للحزب ، مارتين أوبري، أكد الحزب تماسكه ، مشيرا إلى أن الحادثة تصب في مصلحة الرئيس نيكولا ساركوزي الذي زادت آماله في الوصول إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المقبلة في غياب ستراوس كانْ الذي كان أقوى منافسيه. وأكد المجتمعون الذين أبدوا تعاطفهم مع ستراوس كان، أن الموقف النهائي لم يتحدد بعد، إذ سيعقد اجتماع آخر ، اليوم الجمعة، أي في يوم الاستماع إلى ستراوس كانْ في محكمة نيويورك . وقالت مارتين أوبري «نحن نعلم أنها مسؤوليتنا»، وأضافت «يجب أن نكون عند حسن ظن الفرنسيين بنا، ولا يوجد مبرر للتراجع». كما تحدثت أوبري عن الدور التمهيدي من الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2012، وقالت إن الحزب سيشارك فيها. ويواجه مدير صندوق النقد الدولي اتهامات بمحاولة الاعتداء على عاملة نظافة بالفندق الذي كان يقطنه بنيويورك، وقد اعتقلته الشرطة من على متن الطائرة التي كان يستقلها في طريقه إلى باريس، وتم وضعه في سجن بالمدينة بانتظار محاكمته. ويسعى محامو ستراوس كان لدعم موقفهم، واضعين أمامهم أولوية إخراجه من سجن ريكرز آيلند بنيويورك، بعد عدم قبول القاضية جميع ضماناتهم للإفراج عنه بكفالة . وتبقى المعركة الثانية ، وهي الأهم والأطول، وتتعلق بكشف الحقيقة، فالنظام القضائي الأميركي يشترط على كل طرف تقديم أدلته، والمدعي العام ، الذي يعتمد على تصريحات الخادمة، سجل سبعة اتهامات ضد ستراوس كان، ستة منها ذات طبيعة انحراف جنسي ، وعقوبتها النظرية تتطلب حكما بالسجن مدته 74 عاما، ويبقى انتظار تحليل الحمض النووي الذي سيكون عاملا حاسما. أما فريق الدفاع فيكتفي في المرحلة الراهنة بالالتزام بموقف واحد مفاده أن ستراوس كان «غير مذنب» وأنه يمكن كسب القضية، وردا على سؤال يتعلق بخطورة الاتهامات، قال أحد محاميه وهو بنجامين برافمان «إن الأدلة المقدمة لا تتوافق مع محاولة إقامة علاقة بالقوة»، كما نقلت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«نيويورك بوست» عن مصدر مقرب من فريق المحامين قوله إن الدفاع سيبني استراتيجيته على مبدأ التوافق في إقامة العلاقة ، وقال المصدر «ربما تمت العلاقة بالتراضي، فمعطيات الأدلة لا تدل على محاولة إقامة علاقة بالقوة». ونقلت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية عن قناة «أن بي سي» الأميركية أن ستراوس كانْ وُضع تحت المراقبة في سجنه خوفا من الإقدام على الانتحار . وما زاد من صعوبة وضعه تخلي صندوق النقد الدولي عنه، حيث أعلن الصندوق أن مديره لا يتمتع بأي حصانة قضائية كونه جاء إلى نيويورك في زيارة خاصة. وكشف استطلاع للرأي أجرته ثلاث إذاعات فرنسية أن 57% من الفرنسيين يعتقدون أن مدير صندوق النقد الدولي «وقع ضحية مؤامرة»، في حين يعتقد 32% منهم أن تفاصيل الأحداث غير صادقة تماما . وفي أوساط الحزب الاشتراكي، عبر 70% اعتقادهم بصحة نظرية المؤامرة مقابل 23% وامتناع 7% عن إبداء آرائهم .