استثمرت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 و 2010 ما قدره 14 مليار درهم في أزيد من 22 ألف مشروع، استفاد منها أكثر من 2،5 مليون فرد، مكنت بالخصوص من إشراك المرأة والفقراء على الخصوص في النسيج الاقتصادي. أرقام تم الكشف عنها أول أمس الأربعاء بمدينة إفران بمناسبة الذكرى السادسة لإعلان هذه المبادرة من قبل جلالة الملك محمد السادس في 18 ماي 2005 . وقد اختار لهذا الاحتفال بإفران موضوع «الحكامة التشاركية»، وموضوع «الحكامة والمواطنة» في احتفال مماثل عرفته مدينة الصويرة، بمشاركة أعضاء من الحكومة والمؤسسات والهيئات العمومية والمؤسسات الوطنية والأكاديميين والشركاء والخبراء الماليين والمؤسسات التابعة لمنظومة الأممالمتحدة. ولتحقيق أمثل للأهداف التي جاءت بها المبادرة عملت هذه الأخيرة على استهداف ترابي وبشري بالوسطين القروي والحضري لمعالجة العجز الاجتماعي والمشاركة في مجهود التنمية الاقتصادية. ويتم إنجاز المبادرة عبر أربعة برامج وهي برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، ويستهدف 403 جماعة قروية تفوق نسبة الفقر فيها 30%، برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، ويستهدف 264 حي حضري، وبرنامج محاربة الهشاشة، ويستهدف 8 فئات اجتماعية من المواطنين الذين يعيشون في وضعية الهشاشة، والبرنامج الأفقي الذي يهدف إلى إنجاز مشاريع عن طريق مسطرة طلب المشاريع على الصعيد الوطني. وبموجب اتفاقية التمويل التي تم توقيعها بتاريخ 2 يونيو 2005، ويساهم في تمويل المبادرة كل من الميزانية العامة للدولة والجماعات المحلية والتعاون الدولي. وأوضحت نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة في تدخلها بمناسبة تخليد ذكرى انطلاق المبادرة بجامعة الأخوين بإفران أن الخطاب الملكي ل 18 ماي 2005 شكل ثورة حقيقية في التعاطي مع الاختلالات والمشاكل الاجتماعية والفقر والهشاشة، وإبداع مغربي محض أعطى معاني حقيقية للتضامن الوطني تجاه المناطق الأكثر فقرا والفئات التي تعاني من العوز والهشاشة، وهو ما جعلها تجربة ناجحة يحتدى بها على الصعيد الدولي. وأضافت الصقلي أن المغرب حقق في العشرية الأخيرة منجزات تنموية ضخمة في شتى المجالات وخاصة في القطاعات الاجتماعية، جعلته يصنف حسب منظمات ومؤسسات دولية ضمن 10 دول الأكثر وتيرة في التنمية على الصعيد العالمي في السنوات الأخيرة، كان للمبادرة دور فعال وحاسم فيها. واعتبرت نديرة كرماعي العامل المنسقة الوطنية للتنمية البشرية مقاربة المشاركة في إنجاز المشاريع عاملا أساسيا في نجاحها، سواء عن طريق المشاركة في التمويل أو المرافقة والمواكبة أثناء الإنجاز. وأضافت أن النتائج والمؤشرات الإيجابية التي تحققها المبادرة منذ انطلاقها جعلت أزيد من 15 دولة أجنبية وشركاء دوليون يواكبونها عن قرب وتدفعهم إلى تمويل العديد من المشاريع. وأكدت الكرماعي أن الرهان مستقبلا سينكب إضافة إلى مجالات تدخل المبادرة على تقوية مقاربة التشارك مع أصحاب المشاريع، وإيجاد الطرق الملائمة لتقوية مشاركة المرأة والشباب، وتغيير بعض السلوكات ومنهجيات العمل التي تقف أمام بلوغ كامل الأهداف في بعض المشاريع. عامل إفران ومدير جامعة الأخوين أكدا بدورهما أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أسست لمرحلة جديدة بالمغرب في التعامل مع المشاريع الاجتماعية والنهوض بأوضاع المناطق الفقيرة في سياق مبادرة مندمجة وتعاقدية، واستحضرا كذلك مجموعة من المشاريع والمبادرات التي أنجزت بإقليم إفران كان لها أثر إيجابي على المستفيدين وخاصة في قطاع التعليم والصحة والدعم الاجتماعي ومحاربة الفقر بكل أشكاله.