من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم الكريمة «إمام المتقين»وهو دال على إمامته صلى الله عليه وسلم للأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين والأبراروالمقربين، وكل عبد من عباد الله المتقين، إمامة في الدين قدمه الله تعالى بها على سائرأهل طاعته، وجعله بها قدوة لكل تقي إلى يوم لقائه. فالطرق كلها مسدودة إلا من أتى من طريقه، ونهج نهجه المنير. ولا يصلح عمل إلا بمتابعة سنته، فهو صلى الله عليه وسلم قدوة المتقين وإسوة المؤمنين الذاكرين. والتقوى هي امتثال الأوامر واجتناب النواهي. وقد كان صلى الله عليه وسلم لا يأمربشئ إلا ويكون هوأول من يفعله ولا ينهى عن شئ إلا ويكون هو أول من يجتنبه. وقال صلى الله عليه وسلم:« إنما جعل الإمام ليؤتم به» [ أخرجه البخاري] وقال:«صلوا كمارأيتموني أصلي» [أخرجه البخاري وأحمد]، وقال: «خذواعني مناسككم» [أخرجه مسلم]، وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنواأطيعوا الله وأطيعواالرسول وأولي الأمر منكم}[النساء]، وقال: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} [النساء]، وقال:{لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجوالله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} [الأحزاب] وقال:{الذين يتبعون النبي الأمي} [الأعراف] . فهوصلى الله عليه وسلم الإمام المتبوع المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، والذي يجب الا عتصام بسنته، والعض بالنواجذ عليها، والاهتداء بهديه، إذ فيه النجاة والفلاح والسعادة. ومثما أنه صلى الله عليه وسلم إمام المتقين في الدنيا، فإنه كذلك إمامهم في الآخرة، حيث يتقدم كل الأنبياء والمرسلين والمتقين يوم القيامة. فهو أول من تنشق عنه الأرض وأول من يدخل الجنة وأول شافع وأول مشفع، فيتقدم الخلائق للشفاعة لهم في الموقف العظيم، بلواء الحمد، وبما يعطيه ربه الكريم من فضائل الكوثروالحوض والوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة. فله الإمامة في الأولى والأخرى، دينا ودنيا.