يعيش الرأي العام الداخلي بكل من المغرب و الجزائر أجواء من الترقب في شأن المؤشرات العديدة التي تترجمها الوتيرة السريعة لأجواء التقارب و التطبيع التدريجي بين حكومتي البلدين الجارين . و يتلقف المراقبون و المهتمون بسيرورة العلاقات بين البلدين باهتمام المبادرات السياسية والديبلوماسية و المدنية المتعددة التي تنحو نحو التسريع بقرار إعادة فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ 17 سنة و استثمار أجواء التقارب السياسي المسجلة الى حد الساعة و ترجمتها الى قرارات تحقق آمال و أحلام شعوب المنطقة . و ضمن هذا السياق اتفق المشاركون في مؤتمر الشباب المغاربي، الذي أنهى أشغاله الجمعة الماضي بالعاصمة التونسية، على مبادرة ترمي إلى فتح الحدود بين المغرب والجزائر، بمناسبة مباراة الإياب بين منتخبي البلدين لكرة القدم، المقررة في 4 يونيو القادم بمراكش في إطار التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2012. وتتمثل هذه المبادرة في تعبئة أكبر عدد ممكن من الشباب من مختلف البلدان المغاربية، ينطلقون بواسطة حافلات خاصة من تونس برا عبر الجزائر، ووصولا إلى الحدود الجزائرية المغربية، قبل أن يتوجهوا إلى الدارالبيضاء، في موكب شبابي مغاربي لحضور أطوار المباراة. واتفق المشاركون في المؤتمر، الذي ضم أكثر من 60 شابا وشابة يمثلون 25 تنسيقية ومنظمة شبابية من المغرب وتونس وموريتانيا والجزائر وليبيا، على التمهيد لهذا الحدث، من خلال تعبئة إعلامية كبيرة بغية إعطائه بعدا مغاربيا، مع التعاون والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني في البلدان المغاربية.واعتبروا أن الهدف من هذه التظاهرة الشبابية هو التعبير عن رفض الشباب المغاربي لكل الحواجز بين دول الفضاء المغاربي، وخصوصا الحدود المغلقة. و كانت تواريخ قد قدمت كمواعيد لفتح الحدود في السابع عشر أبريل الماي ثم 27 ماي الجاري و أخيرا الرابع يونيو المقبل . ديبلوماسيا بدا قبل أيام وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري رشيد بن عيسى متفائلا بخصوص مسألة إعادة فتح الحدود البرية مع المغرب، من أجل تعزيز انسياب تنقل البضائع والأشخاص، والأموال، وتدفق الاستثمارات، وتنمية المناطق الحدودية، وتجاوز » القراءة النمطية التقليدية« لتداعيات التطبيع الشامل للعلاقات بين البلدين، وقال بن عيسى، في تصريح صحافي، عقب توقيعه مذكرة تفاهم مع نظيره المغربي، عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري بالرباط على هامش مشاركته في معرض الفلاحة المنظم بمكناس ، إن مسألة فتح الحدود آتية لا ريب فيها، مستعيرا تصريحا لوزير خارجية بلاده » ستأتي مسألة فتح الحدود عاجلا أو آجلا». و يفسر المتتبعون أن أجواء التقارب الأخيرة بين الجزائر و الولاياتالمتحدة في أعقاب الزيارة التي قام بها مدلسي الى واشنطن تحمل بين ثناياها دافعا لتسريع مسار التطبيع بين البلدين الجارين على إعتبار أن رئيسة الديبلوماسية بالبيت الأبيض هيلاري كلينتون تعتبر من أكثر المدافعين عن ضرورة طي صفحة الخلاف الطويل و االمتكرر بين الرباط و الجزائر . علما بآن مدلسي قد أكد أن رئيسة الدبلوماسية الآمريكية ستقوم قريبا بزيارة الى الجزائر قد تكون مقدمة لفتح الحدود . و سجل الملاحظون أن الزيارة الأخيرة لمدلسي لم تتناول بشكل نمطي تقليدي ملف النزاع في الصحراء حيث اكتفى الجانبان بدعم جهود الأممالمتحدة لحل النزاع دون أن تبرز في تصريحات و مواقف الديبلوماسي الجزائري نبرات العناد المعهودة في التعامل الرسمي الجزائري مع ملف الوحدة الترابية للملكة .