تزامنا مع تخليد شعوب المنطقة للذكرى 22 لقيام الاتحاد المغاربي: في انتظار صدور موقف رسمي من الخارجية الجزائرية في شأن دعوات التقارب التي عبر عنها مجددا وزير الخارجية المغربي, تؤشر كل المعلومات والتصريحات المنسوبة الى مسؤولين جزائريين أن النظام الجزائري ما زال الى حد الساعة على الأقل متماديا في إصراره على عدم التجاوب مع المبادرات المغربية. وضمن أولى ردود الفعل المسجلة على مبادرة الطيب الفاسي الفهري نقلت صحيفة القدس العربي في عددها الصادر أول أمس عن مصدر حكومي جزائري تأكيده على أن قضية فتح الحدود البرية بين البلدين الشقيقين غير مطروحة حاليا في أجندة حكام المرادية، بل و نفى المسؤول الجزائري بالمرة وجود اتصالات بين الرباطوالجزائر لبحث ملف الحدود المغلقة منذ ما يقارب العقدين. والغريب أن ذات المسؤول الجزائري الذي لم تفصح القدس عن هويته لا يتوانى في تفسير التصريح الأخير لرئيس الديبلوماسية المغربية بأنه يندرج ضمن ما يزعم أنه حملة متواصلة للرباط تسعى من خلالها لفرض منطق الأمر الواقع على الجزائر؟. وتتقاطع التخريجة التصعيدية والمعتادة في الخطاب الجزائري الرسمي في شقه المتعامل مع قضايا الجوار مع المغرب خاصة مع معلومات متواترة تؤكد أن إلغاء وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لزيارته المبرمجة قبل أسبوع للجزائر مرده أساسا إصرار قصر المرادية على إجهاض ورفض وساطة حبية كان المسؤول السعودي ينوي القيام بها لدى حكام الجزائر أملا في إعادة الدفء لخط العلاقات بين الرباطوالجزائر . ويبدو أن سلوك التشنج المتواصل الذي يشكل سمة تعامل الحكومة الجزائرية مع الشأن المغربي عموما يتزامن مع تخليد دول المنطقة للذكرى 22 لقيام اتحاد المغرب العربي الذي تحول إلى مجرد ذكرى أليمة في تاريخ شعوب المنطقة بعد أن تعمد النظام الجزائري في أكثر من مناسبة إلى تحويله الى مجرد وثيقة تاريخية لا مدلول لها ميدانيا. ومن المؤلم أنه في نفس الظرف الذي تجدد حكومات دول الاتحاد التعبير ولو عن مجرد آمالها وأحلامها في أن يتحول الحلم المغاربي المجهض في يوم قريب الى واقع شعبي معيش تتفنن الجزائر في ابتكار كل الأساليب الممكنة لإطلاق رصاصة الرحمة على جسد الاتحاد المغاربي الذي يوجد منذ سنوات في غرفة الإنعاش ضدا على إرادة شعوب المنطقة التواقة للوحدة والنمو.