شنت دوائر سياسية وإعلامية إسرائيلية هجوماً شديداً على التصريحات التى أكد فيها وزير الخارجية المصري نبيل العربي، اعتزام مصر فتح معبر رفح بشكل كامل بهدف تخفيف الحصار على قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 4 سنوات. وانتقدت صحف «معاريف»، و»يديعوت أحرونوت»، و»هارتس»، و»إذاعة الجيش الإسرائيلي» ، و»القناة السابعة لتلفزيون إسرائيل»، القرار المصري ، وأكدت الصحف أن قرار وزير الخارجية نبيل العربي بفتح معبر رفح ، يخالف «اتفاقية المعابر» التي وقعتها مصر مع إسرائيل و السلطة الفلسطينية . وطالب مسؤولون إسرائيليون بضرورة التزام القيادة المصرية الجديدة باتفاقية المعابر التي وقعتها مصر مع إسرائيل ، والتي تضمن فرض حصار كامل على قطاع غزة عن طريق إغلاق المعبر، وإخضاعه لإدارة مراقبين أوروبيين وقوات أمن فلسطينية تابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية . من ناحية أخرى، قال نبيل فهمي، السفير المصري السابق لدى واشنطن ، أنه إذا كانت مصر تعتقد أن رفض إسرائيل وقف الإستيطان في الضفة الغربية، هو العائق أمام السلام على سبيل المثال، فإن التعاون مع الإسرائيليين بإغلاق الحدود مع غزة، لا يبدو منطقيا، كما أن الإختلاف وارد بشأن ما تفعله حماس . وجاء رد إسرائيل سريعا عن طريق إعلان يوفال شتاينتز، وزير المالية الإسرائيلية، تجميد نقل الأموال إلى السلطة الفلسطينية، بسبب اتفاق المصالحة بين حركتي «فتح» و»حماس»؛ وتصل المبالغ إلى 89 مليون دولار أمريكي . وقال «شتاينتز» في تصريحات له نقلتها صحيفة «معاريف» الإسرائيلية ، أن هذه الأموال ستبقى لدى اسرائيل ، حتى يتم التأكد من أنها لن تصل إلى «حماس». من جهة أخرى، قالت السفيرة منحة باخوم، المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية ، أن لقاء العربي والنائب الجمهوري ستيف شابوت ، تطرق إلى أهم ملامح السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 25 يناير، حيث أوضح العربي أن الحكومة المصرية الجديدة تفتح صفحة جديدة مع كافة الأطراف، مستعرضا التحركات المصرية الإيجابية الأخيرة اتجاه السودان ، وكذا اتجاه دول حوض النيل ،ودول الخليج العربي ، ودول الشرق الأوسط كافة. وأشارت باخوم إلى أن العربي استعرض، خلال اللقاء، الجهد المصري لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، والذي أسفر عن اتفاق المصالحة الفلسطينية، مطالباً الولاياتالمتحدة ببذل جهودها من أجل ترتيب عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بهدف إعطاء زخم سياسي للتسوية السلمية، مشدداً على أن كافة التجارب الناجحة للتوصل لتسوية سلمية، جاءت نتيجة لمؤتمر دولي ناجح بدعم أمريكي. وأكد العربي أن فتح معبر رفح سيكون خلال أسبوع، وأن اتفاق «فتح» و»حماس» في القاهرة أنتج طرفاً فلسطينياً موحداً على استعداد للتفاوض للتوصل لسلام عادل، والمطلوب الآن هو نظير إسرائيلي إيجابي.