بعد رعايتها اتفاق المصالحة بين حركتي ''حماس'' و''فتح''، وإعلان الأخيرة توقيع الاتفاق في القاهرة يوم الأربعاء المقبل، تستعد مصر لفتح الحدود مع غزة دائماً، مما يمثّل قطيعة مع النظام المصري السابق. وأعلن وزير الخارجية المصري، نبيل العربي، لقناة ''الجزيرة'' الفضائية، الجمعة الماضية، أن معبر رفح بين قطاع غزة ومصر ''سيفتح على نحو كامل'' لتخفيف الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني على القطاع، مضيفاً أن مصر ''ستتخذ خطوات مهمة تساعد على تخفيف حصار قطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة''، ومؤكداً أن ''مصر لن تقبل ببقاء معبر رفح مغلقاً''. وتوقع أن ''تتغير الأوضاع في غزة جذرياً''، واصفاً إغلاق المعبر ب''الأمر المشين''. وأكد أن ''مصر لن تتجاهل المعاناة الإنسانية لسكان القطاع''، وهو ما أثار امتعاض قادة الاحتلال الصهيوني، حيث جاء الرد سريعا على تصريحات ''العربي'' محذرا مما وصفوه ب''اهتمام مصر بقطاع غزة على حساب أمن (إسرائيل) القومي''، الأمر الذي استدعى ردا مضادا وقويا من رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق سامي عنان الذي أكد في تصريح صحفي له نشره الجمعة الماضية على صفحته على موقع ''الفيسبوك'' بعد كلمة (تنبيه): ''ليس لإسرائيل حق التدخل في قرار فتح معبر رفح، فهذا شأن مصري فلسطيني''. وكان الاحتلال الصهيوني قد حذر مصر من الاهتمام بقطاع غزة على حساب أمنها القومي. ونقلت إذاعة ''صوت إسرائيل''، تصريحات مسؤول صهيوني كبير، حذر فيها من اعتزام مصر الاهتمام بقطاع غزة وتحسين علاقاتها مع حركة حماس على حساب الاحتلال وأمنه، مؤكداً أن ما تقوم به القاهرة خلال الفترة الأخيرة تجاه الفلسطينيين وتبنيها لاتفاق المصالحة بينهم، قد يؤدي إلى تداعيات استراتيجية على أمن الاحتلال القومي. في هذا الوقت، أعلن القيادي في حركة ''فتح''، عزام الأحمد، أن رئيس المكتب السياسي لحركة ''حماس''، خالد مشعل، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سيوقعان اتفاق المصالحة في القاهرة الأربعاء المقبل في مقر الجامعة العربية في القاهرة. ودعا رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة، إسماعيل هنية، منظمة التحرير إلى سحب اعترافها بكيان العدو الصهيوني. وقال، عقب صلاة الجمعة، إن ''أي اتفاق فلسطيني فلسطيني بالتأكيد أمامه عقبات وتحديات، لكن بالإرادة نستطيع التغلب على هذه العقبات، وتحديداً العقبة الإسرائيلية الأمريكية التي رأينا فيها النزعة الشريرة لقيادة الاحتلال بشأن التفاهم الفلسطيني''. في السياق، بحث وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو مع نظيريه، الأمريكية هيلاري كلينتون والمصري نبيل العربي، اتفاق المصالحة. ونقلت وكالة أنباء ''الأناضول'' التركية عن دبلوماسيين قولهم إن كلينتون اتصلت ليل الأربعاء بداوود أوغلو، وتبادلا وجهات النظر بشأن اتفاق المصالحة، وشدد الأخير على دعم بلاده للعملية ووجوب عدم عرقلتها. أما في الكيان الصهيوني، فأعلن مصدر حكومي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر إطلاق حملة دبلوماسية ضد الاعتراف بحكومة وحدة وطنية فلسطينية تكون ''حماس'' جزءاً منها، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، يغال بالمور: ''كنا بالفعل ضد أي إعلان أحادي الجانب للدولة الفلسطينية. لكن إذا أصبحت حماس طرفاً في السلطة فسيصبح الأمر أخطر''.