في مسعى لتوثيق المبدعين المغاربة في مجالات مختلفة، تفتح إذاعة طنجة صفحة جديدة ضمن برنامج «مذكرات» تخصصها للفنان الطاهر جيمي في بوح خاص يسترجع فيه بداياته الأولى مع الفن وأبرز ملامح تجربته الغنائية، واحتكاكه بالعديد من الأسماء التي أثرت في تكوينه، وعلاقاته برواد الفن والفكر والسياسة. ويعد الطاهر جيمي المزداد بمدينة وجدة سنة 1941 من الرعيل الفني الذي شد الرحال إلى القاهرة عام 1957 حيث تخرج من معهد اتحاد الموسيقى العربية التابع حينذاك لوزارة الثقافة والإرشاد القومي. وقد قدم أول عمل غنائي له تحت عنوان «ألا تذكرين» الذي كتبه رفيق مشواره الفني الراحل حسن المفتي. ويذكر أن الطاهر جيمي كان يقطن ببيت الطلبة العرب في المحروسة بالعجوزة وكان يرتاد نادي شارع فؤاد عمدا حيث كان يتمرن هناك الراحل عبد الحليم حافظ.. وهناك سجل بإذاعة صوت العرب عدة أغان منها «أنشودة الجزائر» و«نشيد النصر للثورة الجزائرية» .. ورغم أن الطاهر جيمي من رواد طلب العلم في المشرق، إلا أنه عند عودته إلى المغرب اختار التفرغ كليا للأغنية المغربية التي طبعها بميسمه الخاص تلحينا وأداء. والفنان الطاهر جيمي الذي تخصص له إذاعة طنجة سلسلة «مذكرات» تأثر كثيرا بألوان الموسيقى المغربية والمشرقية، بالاضافة إلى تشبعه بالتراث الصوفي الذي تعرف عليه في صباه من خلال ارتياده لضريح سيدي يحيى بن يونس الذي كان يضج بالمداحين في ليالي الصيف بقيادة الشيخ ابراهيم والشيخ بوشناق، وفرق الغرناطي بالمنطقة الشرقية من المغرب. وقدم الطاهر جيمي للخزانة الغنائية المغربية حوالي 200 أغنية عاطفية و150 أغنية وطنية كما شارك في العديد من المهرجانات الفنية وحاز على الكثير من الجوائز منها جائزة أحسن نشيد وطني سنة 1963 (نشيد النصر) وجائزة أحسن أداء بالبحرين في مهرجان الأغنية العربية الذي يقيمه اتحاد الاذاعات العربية التابع لجامعة الدول العربية، وأدت الأغنية المطربة نادية أيوب من شعر الأستاذ أحمد صبري أمام 13 دولة عربية مشاركة.