ذكرت تقارير رسمية إسبانية صادرة مؤخرا بوسائل الإعلام ، أن أعداد المسلمين الذين ينحدر غالبيتهم من المغرب، تشهد حاليا تزايدا مطردا، مقارنة مع أعداد المسيحيين و اليهود المقيمين بالثغرين المغربيين المحتلين، حيث تقدر نسبة الزيادة داخلهم بحوالي40 في المائة، مما يعني أنهم سيتحولون بعد 13 سنة من الآن إلى القوة الديمغرافية الأولى، وأن نسبة تزايد السكان المسلمين المؤيدين للمغرب حاليا تقدر ب10 في المائة، مما يزيد من احتمالات استرجاعهما بقوة من طرف المغرب بحسب التقرير نفسه، الذي أضاف بأن زيادة الهجرة إلى المدينتين، علاوة على النمو الديمغرافي للمسلمين يهدد بتحولهم إلى الغالبية من السكان، ويقلل من ولائهم للمجتمع الإسباني. وأشار التقرير كذلك إلى إن نسبة تواجد المسلمين داخل الجيش الإسباني الذي يقدر تعداده في المدينتين بثمانية آلاف جندي هي 30%. ويذكر أن المعهد الاسباني »إلكانو« المهتم بالعلوم الإنسانية المختلفة، أكد في تقرير عممه منذ أشهر على وسائل الإعلام المختلفة، على ارتفاع كبير لعدد المسلمين المغاربة بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين خلال السنوات الماضية. كما أشار التقرير ذاته، إلى أنه خلال سنة 2009 بلغ عدد المواليد الجدد بسبتة السليبة 978 مولود، 5 منهم ناتج عن زواج بين مغاربة واسبان، و 80 منهم ينتمون لأبوين إسبانيين، و 893 مولود ينتمي لأسر مغربية مسلمة. وكشف التقرير أيضا، عن انخفاض كبير لعدد الإسبان بمدينة مليلية السليبة خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث تراجع عددهم من 69 ألف إلى 67 ألف نسمة. كما أبرز التقرير، انتقال عدد سكان سبتةالمحتلة من 17 ألف نسمة سنة 1990 إلى 33 ألف نسمة في ظرف أقل من عشرين سنة، أي بمعدل زيادة سنوية تقدر ب 24 في المائة. وأشار التقرير كذلك، إلى أن حوالي 60 في المائة من أبناء المغاربة بسبتةالمحتلة يغادرون المدارس في المرحلة الإعدادية، فيما يصل فقط 4 في المائة منهم إلى مرحلة الباكالوريا. وعلى الرغم من اعتماد إسبانيا أسلوب تجنيس العديد من المغاربة بالثغرين السليبين، نظير تمكينهم من الاستفادة من الخدمات الاجتماعية شأنهم شأن باقي المواطنين الإسبان، إلا أنهم لا يزالون يعانون من سياسة الإقصاء المنتهجة في حقهم من طرف سلطات الاحتلال، حيث يحرمون من الوظائف العمومية باستثناء الجندية بسبب تخوف السلطات المحلية من سيطرة المغاربة على تسيير الإدارة العمومية. وقد باتت إشكالية النمو الديمغرافي السريع للمغاربة بسبتة ومليلية المحتلتين، واتساع قاعدة الهرم السكاني لفائدة المغاربة، تؤرق بال مسؤولي سلطات الاحتلال، وخاصة الخبراء الأمنيين والعسكريين الاسبان، الذين أكدوا في تقاريرهم الاستخباراتية والأمنية المرفوعة والمقدمة للسلطات المركزية بمدريد، أن إسبانيا قد تفقد خلال السنوات القليلة القادمة سيطرتها على زمام تسيير المدينتين في حال استمرار نفس وتيرة النمو الديمغرافي.