احتضنت قاعة مفتشية الحزب بأكادير أخيرا أشغال الدورة العادية للمجلس الإقليمي للحزب برئاسة الأخ عبد الصمد قيوح عضو اللجنة التنفيذية ومنسق الحزب بجهة سوس ماسة، حضرها كل من الأخ امحمد يرعاه السباعي الكاتب الإقليمي للحزب ومستشار برلماني والأخ سعيد ضور عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير ومفتش الحزب بالإقليم الأخ عبد الرحمان عمور ورؤساء الجماعات والمستشارين الجماعيين بالإقليم وأعضاء المجلس الوطني وأعضاء مكاتب الفروع ومسؤولي التنظيمات الموازية. وافتتح الاجتماع بقراءة الفاتحة ترحما على روح الفقيدة عمة الأخ امحمد يرعاه السباعي التي وافتها المنية مؤخرا، ثم أعطيت الكلمة للأخ السباعي الكاتب الإقليمي الذي حيا الحضور، معتبرا أن اللقاء يدخل ضمن سلسلة اللقاءات التنظيمية الإشعاعية لحزب الاستقلال، خصوصا أن الاجتماع يتزامن مع ما تشهده الساحة العربية والوضع السياسي ببعض البلدان من غليان وثورات شعبية عربية، داعيا بالمناسبة الحضور للترحم على شهداء الشعوب العربية الشقيقة بكل من مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن ضحايا القمع الهمجي. وقال إن الغاية من هذا الاجتماع هو الوقوف على مكامن ضعف وقوة المسيرة الحزبية على مستوى الفروع ومعرفة وضعيتها التنظيمية حيث أن الضرورة تلح على التجديد والتواصل والدينامية لبعث دم جديد في نشاط الفروع للرفع من حماسها ونشاطها الإشعاعي وسيرورة عملها استعدادا للاستحقاقات العامة المقبلة للحد من الهيمنة الأبدية لخصوم الديمقراطية. وأوضح أن وضعية الإقليم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لم تصل إلى مستوى تطلعات الساكنة، حيث أن المجهودات المبذولة تبقى دون الحد المطلوب وهذا يرجع بالأساس إلى سياسة التدبير المحلي لبعض المؤسسات المنتخبة وكذا ضعف المردودية الاقتصادية لدى البعض الآخر، حيث سجل العمل المبذول لبلوغ كل الأهداف المسطرة من خلال اقتراحات ومتمنيات المواطنين إلى تصحيح ما يمكن تصحيحه من اعوجاج وعلى سبيل المثال مآل مشروع تاغزوت السياحي الذي تعلق عليه آمال كبيرة في الاستثمار والتشغيل وتأهيل للمنطقة عكس ما كان يخطط إليه داخل المراكز الإدارية لوزارة السياحة والتي تم التصدي لها بكل مسؤولية عبر العديد من الاجتماعات كان آخرها على مستوى مجلس عمالة أكادير إداوتنان حيث رفع ملتمس لمساندة الساكنة في المشاريع التي سبق اقتراحها إلى الجهات المعنية. كما تحدث الأخ السباعي عن سعي المستشارين ورؤساء الجماعات الاستقلاليين بمجلس العمالة على تحقيق جزء من المكتسبات التي تناشدها الساكنة القروية مشيرا إلى المجهودات المبذولة لتحقيقها من خلال المخطط التنموي المقترح بإنشاء طرق ومسالك جديدة وإيصال الماء الشروب للبوادي والمداشر للحد من الهجرة القروية مع دعم التمدرس وتحفيز المدرسين وتقريب خدمات قطاع الصحة من المواطنين والقوافل الطبية مع إيجاد سيارات للإسعاف تارة بكل جماعة وتكوين أعوان للخدمة الاجتماعية (قابلات) لمساعدة النساء بالعالم القروي، والعمل على الاهتمام بمشاكل القطاع الفلاحي للرفع من مردوديته ووضعية الملك الغابوي وما يعيشه المواطنون من مضايقات المياه والغابات بالعديد من المناطق كان آخرها منطقة ألمساء التي نظمنا إليها زيارة تفقدية تمحورت حول مشاكل الساكنة وزحف مجحف لقطاع المياه والغابات على الدواوير. لما تطرق الأخ السباعي إلى مطالب ساكنة أمسكرود لإخراج مشروع السوق النموذجي المقرر من قبل الجماعة وكذا سد تكنزة المغلق بتماعيت أوفلا، ونفس الشيء بالنسبة لجماعة أزيار التي ينتظر السكان بفارغ الصبر الارتقاء بالمستوصف الصحي إلى مركز صحي ودعم الموارد البشرية والمعدات الطبية وإخراج طريق بآكمه أنسري على مسافة 8.5 كلم للوجود. وطالب الأخ السباعي بضرورة الإسراع بإخراج هذه المشاريع التنموية لحيز الوجود نزولا عند رغبة الجميع. وأكد أنه حتى لا ينخرط في أية سياسة لا تخدم المصلحة العامة للبلاد ولا تساير نهج حزبنا العتيد على عكس ما يسلط من قبل بعض المكونات التي تنهج سياسة القهر والتهميش على أكادير إداوتنان، فإن حزب الاستقلال الذي يشهد إليه بوطنيته العالية ضد سياسة الخرائط السياسية التضليلية التي تفبرك في الكواليس ضد إقليم وعلى حساب آخر ولفائدة منطقة وضد أخرى من قبل خصوم الديمقراطية وخصوم وحدة واستقرار كل جهة سيتصدى بأطره ومناضليه أفقيا وعموديا لكل المحاولات الفاشلة والتي رفضها الشعب. وفي الختام طالب الأخ الكاتب بالمناسبة أعضاء الحكومة وعلى رأسهم الوزراء الاستقلاليين بالتجاوب مع كل القضايا والمشاكل والملفات الاجتماعية للسكان بعمالة أكادير التي تعتبر القلب النابض للاقتصاد الجهوي ولعاصمة سوس العالمة والتي تحظى بالرعاية المولوية لجلالة الملك، حيث نوه بالحصيلة الإيجابية للحكومة من خلال فتح أوراش كبرى وتقليص معدل البطالة وتشجيع الاستثمار وإفراز سياسة القرب بجميع جهات المملكة. وقال «تلقينا إشارات قوية ومركزة من الخطاب الملكي ل 9 مارس الذي أبان عن تجاوب المؤسسة الملكية مع جميع مكونات الأمة وقواها الحية، فالمغرب اليوم أمام لحظة تاريخية يتعين أن تقرر دستورا جديدا يشكل مدخلا حقيقيا للإصلاحات الديمقراطية المنتظرة، كما ذكر بمشروع الجهوية الموسعة وما هو منتظر منا جميعا لفتح نقاش عام حول تقوية البعد الديمقراطي وتكريس التضامن المجالي وتقوية وحدة الجبهة الداخلية لمواجهة مختلف المناورات التي تستهدف استقرار الوحدة الترابية للمملكة حيث ثمن ما جاء في الخطاب الملكي ل 20 غشت حول الجهوية المتقدمة وخطاب 9 مارس 2011». أما الأخ عبد الرحمان عمور فقد ألقى تقريرا شفاهيا حول الجوانب التنظيمية لمفتشية الحزب وسلسلة اللقاءات والاجتماعات التي نظمت لتجديد فروع الحزب حسب الجدول الذي تتطرق إليه. وتحدث كذلك عن سياسة المفتشية للقاء المناضلين كل حسب ظروف وطبيعة المنطقة جغرافيا وتضاريسيا حيث تناول الفروع التي تم تجديدها ومآل المفتشية منها، ونوه كذلك بالمجهودات التي يقوم بها المستشارون الجماعيون الاستقلاليون كل حسب موقعه وكذلك بمجلس عمالة أكادير إداوتنان. بعد ذلك نوه الأخ عبد الصمد قيوح بتقرير الكاتب الإقليمي وبكلمة مفتش الحزب وبالمجهودات المبذولة إقليميا ومحليا، معتبرا أن ما جاء في العروض المقدمة ما هي إلا حصيلة وغيرة كل المناضلين الاستقلاليين بالإقليم خصوصا وأن مواقف الأسر الاستقلالية بالجهة وبإقليمأكادير متراصة ومتبصرة تطمح إلى تقديم تصورات كبرى لعمل الإطار الاستقلالي وهذا نابع من التربية الوطنية الصادقة لمدرسة رواد علال الفاسي وأحفاده المناضلين، وما جاء من إصلاح وأوراش عملية في خطاب الكاتب الإقليمي هي تجسيد لمطالب الساكنة ونحن نعلم - يقول الأخ عبد الصمد - أن المجهود الذي يقوم به المستشارون الاستقلاليون بمجلس عمالة أكادير إداوتنان بالرغم من التدخل السافر لممثل سلطة العمالة آنذاك والذي حال دون أن يحظى حزب الاستقلال بشرف رئاسة مجلس عمالة أكادير إداوتنان يعتبر مجهوداً مشكوراً كما يحظى مثيله بغرفة التجارة والصناعة والخدمات التي يترأسها الأخ سعيد ضور، حيث اعتبر أن مطالب ساكنة الإقليم عموما ما هي إلا مطالب تتطلب المزيد من النضال والدعم المعنوي من قبل كافة النواب والمستشارين البرلمانيين بالجهة للنهوض بهذا الإقليم المناضل المكافح الذي يتميز بمكانة اقتصادية جد هامة، ثم تحدث الأخ عبد الصمد عن دور حزب الاستقلال في المسيرة التصحيحية التي يخوضها المغرب من خلال خطاب 20 غشت و9 مارس 2011 لصاحب الجلالة حيث تمت الإشارة إلى مهمة جعلت الشعب المغربي ينخرط فيها من خلال التداول في مناقشتها وتقديم تصور كل مكون سياسي أو جمعوي أو نقابي، وهذا يدل على مدى انفتاح المغرب على الحداثة والديمقراطية العصرية والتحول السياسي الذي سيدفع به الجميع إلى التقدم والازدهار. وقال «أيها الإخوان إن حزب الاستقلال الذي يعتبر صاحب الوطنية الصادقة والتاريخ النضالي المستميت والحاضر المشرق يكون دائما في مقدمة توجهات الشعب المغربي في كل الإصلاحات، حيث دعا الجميع إلى التهييء لاستقبال التغيير المقبل بنفس وعزيمة قوية مغايرة لما كان سابقا لأن البقاء سيكون للقوي وللصالح بدل ما كان سيفبرك. كما تحدث كذلك عن آليات تخليق الحياة العامة والبعد التنموي الاستراتيجي للبلاد وقد لخص في الختام شق الإصلاحات العامة التي ستكون لها انعكاسات على الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للبلاد لحل كل المشاكل العالقة ومحاربة مختلف أنواع الفساد. وهمت المناقشة عدة قضايا تنظيمية على مستوى الإقليم وملفات ومعاناة المواطنين ولاسيما بالعالم القروي وبعض المصالح الاقتصادية والاجتماعية وشأن التغيير بالبلدية.