قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أخرجه مسلم: «الطهورشطرالإيمان». وشطرالشئ نصفه الذي لا غنى عنه لقيامه وكماله. ومع أن الطهارة تكون بالماء أو ببدل عنه وهو الصعيد الطيب سواء للاغتسال أوالوضوء فإن الحديث لا يقتصرمفهومه على الطهارة البدنية أوالظاهرة بل يشمل الطهارة الروحية أوالقلبية الباطنية أيضا. تجد المؤمن - ولله الحمد- نقي الظاهروالباطن، مما يقيه أمراضا فتاكة لولا الطهارة لا ستولت على جسمه نتيجة تراكم الجراثيم والأوساخ، كما يقيه أمراضا قلبية إذا استفحلت أودت بصاحبها فخسرالدنيا والآخرة. وفي حديث آخرأن النظافة من الإيمان، والإيمان بالنسبة للمؤمن كالرأس بالنسبة للجسد . والمؤمن نظيف في كل شئ، نظيف في بدنه وأعضائه، نظيف في سلوكه ومعاملاته، نظيف في أقواله وأفعاله، نظيف في مشاعره وعواطفه. وبنقاء قلبه وطهارة بدنه ينال مرتبة المتطهرين الذين يحبهم الله. قال تعالى : «إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين». وحري بنا أن نربي أبناءنا على الطهارة في كل شئ، منذ نعومة أظفارهم. حتى يصبحوا حريصين عليها في حياتهم ، فالإسلام دين الطهروالنقاء والصفاء والنظافة. ولا سيما نظافة الأيدي والذمم من المال الحرام، ونظافة العقول والضمائر من عقائد السوء ونوايا الشر، ونقاء الروح من كل ما يحول بينها وبين حياتها الحقيقية في أنسها بربها وتنعمها بذكره وحبه . لكن النظافة والطهارة في الإسلام تبدأ من أمرين أساسييين عليهما تنبني باقي الفضائل الإسلامية : الأمر الأول هو شهادة أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله، التي هي مفتاح كل خير، وبها تستقيم العقيدة ويصح الإيمان، والأمرالثاني الا غتسال والوضوء من أجل أداء الصلاة وباقي العبادات، وبذلك يصلح الظاهر وتستقيم الجوارح على طاعة الرحمان . ولا بد للأمرين من طهارة تتلوها تزكية، أولا بد لهما من تخلية تتبعها تحلية. ولا غنى لمن أراد أن يزكي نفسه عن تطهيرها أولا من كل الملوثات الظاهرة والباطنة .