طرح الفريق الإستقلالي بمجلس المستشارين الثلاثاء الماضي سؤالين حول قطاع الإسكان تقدم بأولهما مصطفى القاسمي الذي أكد أن قطاع الإسكان والتعمير يعد رافعة أساسية للإزدهار الاقتصادي، حيث عرف الإنعاش العقاري ببلادنا دينامية متميزة سجلت نتائجها إيجابيا في العديد من المناطق المغربية إلا أن هذا القطاع عرف بعض التراجع خلال الفترات الأخيرة بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية، وتساءل إثر ذلك عن مدى تأثير الأزمة على السكن والتدابير المزمع نهجها للحفاظ على وتيرة نمو قطاع الإسكان أمام الخصاص الملحوظ. أما السؤال الثاني فوجهه عزيز الفيلالي الذي أوضح أن الحكومة سطرت برنامجا وطنيا لمحاربة مدن الصفيح استهدف بالأساس الأسر المغربية الفقيرة وذات الدخل المحدود، ورغم الجهود المبذولة لم يحقق البرنامج غاياته وذلك نظرا لأحزمة مدن الصفيح في محيط المدن الكبرى كالرباط والدارالبيضاء ، واستفسر عن أسباب عدم إتمام برنامج مدن بدون صفيح والإجراءات الاستعجالية التي تنوي الحكومة اتخاذها لاستهداف المزيد من الأسر المحتاجة للسكن اللائق. وأوضح وزير الإسكان في سياق ردوده إن العجز الذي كان مسجلا سنة 2002 هو مليون و 250 ألف وانخفض هذا العجز إلى 840 ألف أسرة الآن، وتهدف البرامج المسطرة إلى تقليص العدد الى 500 ألف سنة 2020، مضيفا أن منطقة باشكو مثلا في الدارالبيضاء عرفت معدل ترحيل الأسر ب 64 في المائة، فضلا عن تعبئة 640 هكتار بنفس المدينة، وستقوم أربع مؤسسات بتنفيذ البرنامج السكني في سنتي 2011 و 2013 مقابل ذلك عرف السكن غير اللائق بروز 75 ألف أسرة خلال الخمس سنوات الماضية نتيجة توسعات بعض المدن وتوافد الأسر عليها، هذا في الوقت الذي حقق برنامج محاربة السكن غير اللائق 71 في المائة من مقاصده. وأضاف توفيق احجيرة أن ست مدن تطرح مشاكل وهي الدارالبيضاء والرباط والقنيطرة وكرسيف والعرائش ومراكش، هذه المشاكل تحول دون تسريع وتيرة الإنجاز ومع ذلك تبذل كل الأطراف المعنية جهودا لتسوية الإشكاليات المطروحة وفي مقدمته تعبئة العقار، حيث أعطت اللجنة الثلاثية المشكلة لهذا الغرض دينامية جديدة ساهمت في انخراط الفرقاء في العمل الجماعي الذي كان مطلوبا من البداية. أما على مستوى السكن الإجتماعي فقال إن الطلب الوطني عليه أن يصل 60 في المائة وقد عرف قبل 2008 انطلاقة سريعة وانكمش الطلب جراء الأزمة الاقتصادية وترقب الزبناء، لكن هذا الجانب عاد للانتعاش بعد سنة 2009 حيث ارتفع جاري القروض ب 9 في المائة والاستهلاك الإسمنتي ب 11 في المائة خلال الثلاثة أشهر الأولى من هذه السنة وبخصوص السكن الفاخر والذي يعاني من الركود فأوضح أن الجهود مبذولة في هذا الاتجاه لتجاوز هذه الحالة التي تعاني منها مراكش وطنجة على الخصوص عبر إقامة معارض في ميلانو وباريس وبرشلونة وتسويق هذا المنتوج لدى الجالية المغربية بالخارج، موازاة مع ذلك تم خلال لقاءات مع المنعشين العقاريين المتخصصين في هذا المجال على خفض سعر هذا السكن الى 30 في المائة وإعادة جدولة الديون لدى الأبناك. وفي معرض التعقيب أوضح فؤاد القادري أن مشكل السكن يتجاوز التسويق والخصاص وتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث أرجع السبب الحقيقي للتراكم الزمني في سوء تدبير القطاع وممارسات تعاملت بسلبية مع القطاع ولم تكن تعتبره اجتماعيا، ليتساءل عن المسؤولية الحقيقية وراء تناسل السكن الصفيحي وظهور 75 ألف مسكن صفيحي جديد في الوقت الذي تبذل فيه الوزارة الجهود تلو الجهود لإعلان المدن خالية من المساكن العشوائية.