عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم الثالث للبحث عن حل للأزمة اليمنية في العاصمة السعودية، الرياض بينما تتواصل المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح . وعلم أنه تم اللقاء بالوفد اليمني، الذي ضم ثمانية أشخاص يمثلون مختلف الأحزاب والتجمعات المعارضة للرئيس اليمني، لمناقشة بنود المبادرة الخليجية وسبل تنفيذها. وأضافت مصادر من الرياض أن وزراء خارجية مجلس التعاون «مصممون على ضرورة حل المشكلة اليمنية لوقف نزيف الدم اليمني نتيجة المواجهات التي تحدث بين المعارضين والمؤيدين للرئيس صالح». وكان مصدر مطلع قد أن يخرج الاجتماع بنتائج إيجابية من شأنها تحقيق تطلعات الشعب اليمني. وكان الرئيس الدوري لأحزاب المعارضة اليمنية (اللقاء المشترك) الدكتور ياسين سعيد نعمان، قد أكد مشاركة المعارضة في اجتماع الأحد بالرياض. وحول المبادرة، التي تقدمت بها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة، قال نعمان إنها تتحدث عن جدولة لتنفيذ المبادرة الأولى التي أطلقتها دول مجلس التعاون، مشيرا إلى عدم اكتمال بناء هذه المبادرة حتى اللحظة الراهنة. ويرفض شباب ثورة التغيير أي مبادرات لا تنص صراحة على تنحي الرئيس اليمني، وقالوا إنهم غير معنيين بأي مفاوضات بين السلطة والمعارضة. من جهة أخرى، رفعت ناشطات يمنيات دعوى قضائية ضد الرئيس صالح وعدد من المسؤولين الحكوميين والقنوات الرسمية، بتهمة الطعن والقدح في أعراض اليمنيات المشاركات في المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام. وكان الرئيس اليمني قد دعا ، في خطابه ليوم الجمعةالماضية، أمام مؤيديه من النساء والرجال، إلى ما أسماه «منع الاختلاط» الذي قال إنه يحدث بين المعتصمين والمعتصمات في شارع الجامعة بصنعاء، وأضاف أن ذلك «حرام ولا يقره الشرع» الإسلامي، وهو ما أثار استياء نساء اليمن وفُسر على أنه قدح في أعراضهن. وقد دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية إلى مسيرات مليونية ،جرت أمس الأحد ، تنديدا بخطاب الرئيس والمطالبة بتنحيه الفوري. ولاقى خطاب الرئيس صالح بشأن «الاختلاط» في ساحة التغيير بجامعة صنعاء استهجانا واسعا في الأوساط الشعبية والقبلية والسياسية، وعبر عدد من مشايخ ووجهاء اليمن -وفي مقدمتهم شيخ قبيلة حاشد صادق بن عبد الله الأحمر- عن تنديدهم بما ورد في الخطاب «من إساءات في حق نساء وبنات اليمن». وطالب المشايخ والوجهاء الرئيس صالح «بالاعتذار العلني عما صدر منه من إساءات لا يقبلها الشرع ولا الأعراف القبلية»، معتبرين ذلك «دليلا على الإفلاس الذي وصلت إليه السلطة» تفاصيل خطة تنحي الرئيس اليمني من ناحية ثانية ، كشفت صحيفة يمنية عن أن الرئيس علي عبد الله صالح سيرحل خلال ثلاثين يوماً وفق جدولة أميركية للمبادرة التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي. ونقلت صحيفة« الأولى» المستقلة عما قالت أنها مصادر موثوقة ، إن السفير الأميركي وسفراء الاتحاد الأوروبي قدموا جدولة أميركية للمبادرة التي قدمت من دول مجلس التعاون لتسليم الرئيس علي عبد الله صالح صلاحياته ونقلها لنائبه خلال ثلاثين يوما. وذكرت الصحيفة أن الرؤية الأميركية تنص على توقيع اتفاق بين الرئيس صالح وأحزاب اللقاء المشترك المعارض برعاية واشنطن، يتضمن أن ينقل صالح صلاحياته خلال أسبوع من قيامه بإصدار قرار بتعيين نائب جديد للرئيس. وأشارت أن صالح طلب أن يكون علي مجور، رئيس حكومة تسيير الأعمال، أو رشاد العليمي، نائبا له، على أن يعلن خلال فترة أقصاها شهر التنحي من منصبه مع تمتعه بضمان عدم ملاحقته قضائيا. وتضمنت المبادرة الخليجية أن يغادر أحمد، نجل الرئيس وقائد الحرس الجمهوري، البلاد برفقة رئيس جهاز الأمن القومي، العقيد عمار محمد عبد الله صالح، وأركان حرب الأمن المركزي العميد يحيى محمد عبد الله صالح. وعقب تعيين صالح للنائب الجديد، يقوم بنقل صلاحياته له ومن ثم تقديم استقالته لمجلس النواب اليمني الذي يصدر بدوره قرارا بتشكيل حكومة مؤقتة برئاسة شخصية من المعارضة اليمنية. وحسب نفس المصادر ، فإن الرؤية الأميركية تتضمن مغادرة الرئيس صالح البلاد إلى جانب اللواء المنشق على الجيش علي محسن الأحمر بعد إعلان الرئيس تنحيه عن السلطة.