للحقيقة والتاريخ يمكننا بداية أن نقول بأن من حسنات الحكومة الحالية هذا المسلسل المتتابع من الحوار الاجتماعي والذي يأتي ليؤكد التوجه الاجتماعي للحكومة وايمانها القوي بمبدإ الحوار وإرادتها الأكيدة في علاج القضايا الاجتماعية التي تستأثر باهتمام مختلف الشرائح. وطبعا بدأت سياسة الحوار الاجتماعي تعطي ثمارها سواء فيما تعلق بالزيادة في الأجور والتعويضات العائلية وتخفيض الضريبة على الدخل وما إلى ذلك من مكتسبات. وحيث ان الحوار الاجتماعي مازال مستمرا فإن هناك شريحة عريضة من المجتمع مازالت تتوسم فيه خيراً وتتطلع إلى أن يشملها هذا الحوار وما قد يسفر عنه من مكتسبات لصالحهم. ونعني بهذه الشريحة فئة المتقاعدين وكبار السن بالمغرب، هذه الفئة التي طالها النسيان للأسف رغم أن مشاكلها ليست أقل من مشاكل باقي الفئات الاجتماعية الأخرى إن لم نقل أنها أكثر حدة. وهي مشاكل تتعلق أساسا بهزالة معاشات التقاعد، وغياب التغطية الصحية، وعدم الاستفادة من الخدمات الاجتماعية، وتردي المستوى المعيشي لأغلب المتقاعدين الذين أفنوا زهرة عمرهم وشبابهم في خدمة الوطن ليجدوا أنفسهم في الأخير عرضة للإهمال والتهميش. إن أمل المتقاعدين وكبار السن بالمغرب، وفي ظل الحكومة الحالية، أن يتم الالتفات إلى معاناتهم ومطالبهم بالجدية المطلوبة، وأن يتم إشراكهم من خلال جمعياتهم وممثليهم في الحوار الاجتماعي الحالي قصد مناقشة مشاكلهم وايجاد حلول معقولة لها. فهل يتحقق الأمل.. ذلك ما نرجوه. أحمد باكر