طيلة يوم السبت ومنذ الساعات الأولى عاشت بعض أحياء مدينة مراكش شغبا تسببت فيه بعض الجماهير المسفيوية مما أجبر قوات الأمن إلى الدخول في صراعات مع هؤلاء من أجل الحفاظ على سلامة الأشخاص والممتلكات، ومن خلال ما عاشته مدينة مراكش قبل المقابلة وأثناءها وما بعدها وجب على المهتمين بالشأن الكروي في بلادنا اتخاذ إجراءات وقرارات لازمة ورادعة ضد هذه الجماعات بل والأكثر يجب منع مثل هذه الجماهير المشاغبة من حضور مقابلات فرقها خارج مدنها لأنه لا يعقل أن تكسر ممتلكات المواطنين ويتم الهجوم عليهم بالعصي والسكاكين من أجل ما يسمى بتشجيع فرقها. .. وقبل انطلاق المقابلة بعشر دقائق وكما تتبع الجميع على شاشات التلفزة ما فعله الجمهور المسفيوي في المدرجات الخاصة به وبدون أي سبب، حيث كسروا ورموا بما يناهز من 500 كرسي على أرضية الملعب وهذا أمام مرأى وأعين الأمن الخاص والعام الذي لم يستطع فعل أي شيء حتى قضي الأمر فتدخل هؤلاء لإبعاد الجمهور المسفيوي إلى خارج المدرجات. وبالرجوع إلى أطوار المقابلة التي جمعت الكوكب المراكشي الذي يعيش أحلك أيامه ضد أولمبيك آسفي الذي يطمح إلى احتلال مقدمة الترتيب، فقد امتاز الشوط الأول بقوة اندفاعية من طرف الكوكب المراكشي مقابل دفاع مستميت للزوار. وكان المستوى العام متوسط. وحاول المحليون تسجيل هدف السبق للتعاطي مع باقي فترات اللقاء بأريحية كبيرة لكن جميع محاولاتهم كان ينقصها شيء من التركيز وكانت تعاني من السرعة في تنفيذ العمليات على يد كل من جيفرسون د 19 والسعيدي د31 وعيني د 32 والضرضوري د 44، نفس الشيء بالنسبة للزوار في د16 بواسطة بن شعيبة لكن بودلال يحول الكرة للزاوية. وعلى إثر هجوم مضاد في د 38 وخروج الكرة إلى الشرط يوسف بلخضر ينفذ الخطأ على شاكلة ضربة زاوية مباشرة إلى مربع العمليات ولتصطدم الكرة بيد الضرضوري ليعلن الحكم على ضربة جزاء مشروعة، لكن الرياح تجري بما لا تشتهيه سفينة جلال الداودي ليقذف فوق العارضة. الشوط الثاني انطلق على شاكلة انطلاقة الشوط الأول أي انطلاقة قوية للمحليين الذين يضيعون فرصة سانحة للتسجيل على يد جيفرسون في د 52 أمام براعة الحارس مرويك التي أنقذت مرماه، لتختلط الأوراق بعد ذلك على الحكم فعوض أن يصفر خطأ لصالح جيفرسون ويعطي ورقة صفراء لأحد مدافعي الفريق الزائر حصل العكس... !! وفي محاولة للرمي بالهجمات أكثر إلى مربع عمليات الخصم أدمج السيد فتحي جمال كلا من البهجة والعلمي في المعركة ليتحسن بعض الشيء مستوى الكوكب المراكشي أكثر. في د 60 الوالي العلمي يجد نفسه أمام المرمى وحيدا ويقذف جانبا، في د 63 يونس بلخضر يسجل الهدف الأول لصالح أولمبيك آسفي بعد خطأ آخر للحكم الذي لم يعلن عن ضربة خطأ للمحليين وبالضبط لأبرباش في بداية العملية مما أثار احتجاجات شديدة من طرف لاعبي الكوكب المراكشي على الحكم والذي قابلهم بتوزيع البطائق الصفراء، وللحفاظ على المكتسبات لجأ الضيوف إلى خطة دفاعية مائة في المائة ولتعيش الكوكب تبعا لذلك ضغطا كبيرا. فغياب مهاجم يمكنه أن يخلق الفارق بدا ظاهرا للعيان بعد غياب جونيو موكوكو بسبب جمعه أربع إنذارات. وفي الوقت الذي كانت فيه المقابلة تسير إلى نهايتها وإثر ضربة خطأ مباشرة يستطيع اللاعب صلاح الدين السعيدي من تسجيل هدف التعادل ليكون نصيبه نقطة خير من لا شيء وليعلن الحكم بعد 100 دقيقة و 15 ثانية وسط احتجاجات من طرف الكوكب المراكشي والجمهور كذلك. وعن المقابلة قال فتحي جمال مدرب الكوكب المراكشي: «الأجواء العامة كانت جد مكهربة عانينا من قطع الغيار وغامرنا بلاعبين تنقصهم الخبرة بسبب كثرة الأعطاب والأوراق الصفراء والحمراء، التحكيم ليس من مهمتي بل هو مهمة الصحافيين والمسؤولين، هذا الحكم حرمنا من 6 دقائق في الشوط الأول و3 في الشوط الثاني، كان هناك خطأ على اللاعب أبرباش لم يعلنه الحكم مما سمح للزوار من تسجيل الهدف ورغم ذلك كان بإمكاننا الانتصار، المقابلات القادمة سنحضر لها بما فيه الكفاية، يجب علينا أن نتسلح بالأمل، أولمبيك آسفي جاء لمراكش من أجل إفساد اللقاء». أما عبد الهادي السكيتيوي مدرب أولبيك آسفي فقال: «تدور مباريات كرة القدم بعض المرات في ظروف صعبة، أحس بما تعانيه الكوكب وأعرف أن الكوكب تتوفر على عدة مقومات، في هذه المدينة أشياء كبيرة وأشخاص يشهد لهم بالتجربة، والأمل لا زال قائما، كانت المقابلة صعبة بكل المقاييس على الجانبين وبطموحات مختلفة، كان بإمكان كل فريق أن ينتصر بحصة كبيرة أضعنا ضربة جزاء واستطعنا تسجيل هدف، نقطة واحدة لكل فريق أحسن من لا شيء».