أفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، الأسبوع الماضي بأن عدد الأشخاص الساعين إلى اللجوء في الدول الغربية تراجع خلال السنة الماضية إلى زهاء نصف المستوى الذي كان عليه في بداية العقد الماضي. وأوضحت المفوضية في تقريرها السنوي بشأن اتجاهات اللجوء، أن نحو 358 ألف و800 طلب لجوء قدم في الدول الصناعية خلال السنة الماضية، وهو ما يقل بنسبة خمسة بالمائة عن سنة 2009، وأقل بنسبة 42 بالمائة عن عام 2001 الذي بلغت فيه الطلبات ذروتها. وأكدت المفوضية في هذا الصدد، أن «الأهمية النسبية لأوروبا كمنطقة يقصدها اللاجئون.. تراجعت»، مضيفة «نحتاج لدراسة الأسباب الأساسية سعيا إلى معرفة ما إذا كان هذا التراجع ناتجا عن تلاشي عوامل النزوح في مناطق المنشأ أو تشديد القيود على الهجرة بدول اللجوء». ويشار إلى أن تقرير المفوضية التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، والتي تتخذ من جنيف مقرا لها، لا يعكس سوى طلبات اللجوء الجديدة فقط، وليس عدد الأشخاص الفارين من العنف أو سوء المعاملة وكذا الذين منحوا وضع لاجىء بموجب معاهدة دولية. قالت مصادر إعلامية إنه من المتوقع أن يتوجه رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني الأربعاء إلى لامبيدوزا، حيث سيتم إجلاء نحو ستة آلاف مهاجر غالبيتهم من التونسيين يقيمون في ظروف غير صحية في هذه الجزيرة الصغيرة. وأضافت المصادر ذاتها أنه من المفترض أن تصل خمس سفن تتسع لآلاف الركاب إلى الجزيرة التي لا تتعدى مساحتها 20 كلم مربعا، والتي تقع بين تونس وصقلية، ليتم نقل هؤلاء اللاجئين إلى مراكز استقبال في جنوب البلاد. وكانت سفينة سان ماركو العسكرية راسية في المرفأ في وقت مبكر من يوم الأربعاء الماضي. وأعلنت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين في ايطاليا لاورا بولدريني أن التعايش بين ستة آلاف لاجئ والسكان البالغين خمسة آلاف «لا يحتمل بتاتا». وقالت لوكالة فرانس برس «لا يمكن أن نترك خمسة آلاف شخص ليعيشوا على المدى البعيد مع ستة آلاف لاجئ تقريبا وفي مثل هذه الظروف، والوضع متوتر للغاية ويجب إلا نضيع الوقت». ويتهم البعض ومنهم بولدريني الحكومة بإقامة «طريق مسدود في الجزيرة». وذكرت بأنه «في السابق كان يتم تحديد هويات الوافدين الجدد في الساعات ال48 التي تلي وصولهم قبل أن يتم إجلاؤهم، لكن الوضع تغير اليوم». وعلى رصيف المحطة البحرية، حيث يتواجد آلاف المهاجرين ليل نهار الرائحة لا تطاق: إذ هناك ثلاثة حمامات فقط مما يضطرهم إلى قضاء حاجتهم في العراء. كما انه لا يمكنهم الاستحمام. واقر وزير الصحة فيروتشيو فاتزيو أن «الوضع مقلق للغاية على الصعيد الصحي»، إلا أن توليو بريستيليو احد مفتشي الصحة الذين أرسلوا لمعاينة المكان ذهب ابعد من ذلك وقال «يجب إفراغ لامبيدوزا فورا وإلا فقدنا السيطرة على الوضع». وحتى الرئيس جورجيو نابوليتانو الذي يحظى باحترام كبير في البلاد ولو أن دوره محدود ندد بالوضع «غير المقبول». وقال «يجب زيادة وسائل إجلاء غالبية الوافدين»، وطالب المناطق الأخرى في ايطاليا ب»التضامن والتعاون». وكلامه بمثابة إنذار لمناطق الشمال، حيث حزب رابطة الشمال المعارض للهجرة والعضو في الائتلاف برئاسة برلوسكوني يحظى بتاييد واسع. ويذكر أن وزير الداخلية الذي انتقدت المنظمات غير الحكومية عدم تحركه عضو في الحزب. وإزاء هذه الأزمة، دعت السلطات الايطالية الدول الأوروبية للتضامن معها: فقد رفض رئيس مجلس الشيوخ ريناتو سكيفاني الذي ينتمي إلى حزب رئيس الوزراء «المنطق الذي يقول بان الدولة الأولى التي تتلقى المهاجرين هي التي تتحمل مسؤوليتهم». ومنذ انهيار نظام زين العابدين بن علي في أواسط يناير، وصل أكثر من 18 ألف مهاجر إلى لامبيدوزا مقارنة بحوالي أربعة آلاف عام 2004. إلا أن مفوضة الشؤون الداخلية لدى الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم استبعدت في بروكسل «أي جلسة استثنائية لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي». وفي لامبيدوزا لا يزال السكان والمهاجرون على حد سواء متشككين إزاء الإجلاء حتى بعد أن بدأت الشرطة إحصاء المهاجرين وهي المرحلة اللازمة قبل ترحيلهم إلى مراكز استقبال فعلية.