أصدرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كتابا جامعا لندوتين علميتين تحت عنوان "فاس وتأسيس ذاكرة المقاومة: أحداث 17 - 18 و19 أبريل 1912 و حدث بناء طريق الوحدة". ويضم الكتاب عروضا ومداخلات المؤطرين والمنشطين لندوة "فاس وتأسيس ذاكرة المقاومة: أحداث 17 - 18 و19 أبريل 1912" التي نظمت في 29 أبريل 2009، والتي تناولت محاور تهم "أحداث فاس في الكتابات العسكرية الفرنسية" و"الموقف الأمريكي من فرض الحماية الفرنسية على المغرب" و "فاس: الحدث والمقاومة وصناعة الذاكرة" و"أحداث فاس الدامية من خلال الكتابات الصحافية" و"فاس وأحوازها عشية الحماية: من التوجس والتذمر إلى انتفاضة القبائل" و"الترتيل في فاس: يهود فاس وأحداث أبريل "1912 كما يتضمن مداخلات المشاركين في ندوة "بناء طريق الوحدة" التي نظمت في 6 يوليوز 2009، والتي جاءت لتخلد حدثا وطنيا وسم السنوات الأولى للمغرب المستقل ويتعلق الأمر بموضوع حدث بناء طريق الوحدة، وهو المشروع الوطني الكبير الذي توخى ربط شمال المملكة بوسطها لتحقيق الوحدة الترابية بين منطقتين من الوطن، إحداهما كانت خاضعة للنفوذ الفرنسي وثانيتهما للنفوذ الإسباني. ويأتي هذا الإصدار، الذي يعد ثمرة جهد وتعاون وثيق بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ليعزز الرصيد المتنامي من الكتب والمؤلفات الجامعة للندوات العلمية والأيام الدراسية التي يتوالى تنظيمها والتئامها بهدف صيانة الذاكرة الوطنية والائتمان على كنوزها وتدوين مضامينها. وكتب المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري في تقديمه للكتاب ( 146 صفحة من الحجم المتوسط) ، أن "عروض ومداخلات المؤطرين والمنشطين للندوتين من خلال طرحهم وبسطهم لهذين الموضوعين حصادا قيما ووفيرا، سيشبع لا محالة، شهية كل مهتم بالذاكرة التاريخية وكل راغب في الاطلاع على صفحات هامة من تاريخنا الوطني التي يجدر بنا أن نواصل المساعي والمبادرات الحثبثة للتعريف بمضامينها الطافحة بأسمى لمسات وتجليات الروح الوطنية، والعمل على ترسيخها في وجدان الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة". وقال السيد الكثيري " إن توسيع ذاكرة المعارف الإنسانية التاريخية والبشرية والمجتمعية من شأنه أن يعمق فهم قضايا الراهن ويجيب على أسئلة وظواهر اللحظة (...) ، وما مقاربة وتناول محطات وأحداث تاريخية في ظروف معينة من قبيل ما يسوقه هذا الإصدار التدويني والتوثيقي لها، سوى فسحة من التأمل والتدبر في ماضي قريب لفهم واقع أقرب إلينا في معناه ومبناه".