من المقرر أن يكون مجلس الأمن الدولي قد صوت على قرار بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، وذلك بعد توصله في وقت سابق إلى اتفاق بين أعضائه على مشروع هذا القرار، بمن فيهم الولاياتالمتحدة التي انضمت إلى فرنسا وبريطانيا في موضوع المطالبة بإجراءات أممية عاجلة لحماية المدنيين بليبيا. وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي -المؤلف من 15 عضوا- وافق على مسودة قرار لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ، لكن هذه المسودة قد تكون أُدْخِلت عليها تعديلات أخيرة قبل وضعها للتصويت) أمس الخميس). كان سفراء لبنان وفرنسا وبريطانيا وزعوا يوم الثلاثاء الماضي، مشروع القرار على أعضاء مجلس الأمن الدولي بعدما دعت جامعة الدول العربية المجلس في وقت سابق إلى فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وقد انضمت الولاياتالمتحدة إلى فرنسا وبريطانيا في دعوة مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ضد نظام العقيد معمر القذافي، كما أشارت واشنطن إلى أنها قد تؤيد القرار عند التصويت عليه في الوقت الذي كانت فيه كل من روسيا والصين مترددتين في الأمر. وقال سفير ليبيا لدى الأممالمتحدة، إبراهيم دباشي، الذي انشق عن نظام القذافي الشهر الماضي، إنه لم يتبق وقت لمزيد من التأجيل في حين تواصل قوات القذافي ضرب الثوار في الشرق، مشيرًا إلى أن "على المجتمع الدولي التصرف ". كما حث سفير لبنان لدى الأممالمتحدة ، نواف سلام ، المجلس على التصرف قبل أن يفوت أوان إقامة منطقة حظر جوي ذات تأثير، مستشهدا بتصريحات سيف الإسلام نجل القذافي التي قال فيها إن الثوار سيهزمون في غضون 48 ساعة. وكان وزراء خارجية مجموعة الثماني الكبرى قد أخفقوا في التوصل إلى اتفاق بشأن فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ، حيث عارضت ألمانيا الفكرة، وطالبت روسياوالولاياتالمتحدة بمزيد من التوضيح بشأن مشاركة الدول العربية في تنفيذ مثل هذا الحظر. لكن السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة ، سوزان رايس، صرحت أخيرا بأن على مجلس الأمن الدولي أن ينظر في اتخاذ تدابير لحماية المدنيين تذهب أبعد من مجرد فرض منطقة حظر جوي. وقالت رايس للصحفيين بعد ختام اليوم الثاني من المحادثات في مجلس الأمن بشأن ليبيا "إن وجهة نظر الولاياتالمتحدة هي أننا بحاجة إلى أن نكون مستعدين للتفكير في خطوات تتضمن فرض منطقة حظر طيران، وربما تذهب إلى أبعد من ذلك". وكانت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد صرحت لتلفزيون« سي بي أس»، بأن دعوة جامعة الدول العربية إلى إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا ، كانت أمرا استثنائيا تسبب في تغيير تفكير العديد من الأشخاص. كما صرحت للصحفيين في القاهرة، بأن الإدارة الأميركية تتحرك بأسرع ما يمكن لبحث إمكانية الحصول على تفويض إضافي "لينظر المجتمع الدولي في مجموعة أوسع نطاقا من الإجراءات، لا مجرد منطقة حظر للطيران، ولكن إجراءات أخرى أيضا". وإذا صوت مجلس الأمن لصالح قرار فرض حظر جوي فوق ليبيا , فإن تطبيق القرارسيسري فورا، لكن يبقى من غير الواضح كم سيتطلب الأمر للإعداد للعمليات العسكرية الضرورية لفرضه. ومن شأن موافقة جامعة الدول العربية على فرض حظر جوي ، أن تفتح الطريق أمام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليراقب المجال الجوي الليبي، وسيتطلب ذلك موافقة إيطاليا لاستخدام قواعدها لتنفيذ هذا الأمر. وقد يكون لدى فرنسا وبريطانيا قدرات عسكرية لفرض منطقة حظر جوي محدودة فوق ليبيا إذا لم ترغب الولاياتالمتحدة في المشاركة، ولأن مساحة ليبيا شاسعة ، فسيتم في هذه الحالة التركيز على فرض الحظر الجوي فوق بنغازي المعقل الرئيسي للثوار الليبيين.