غيرت الولاياتالمتحدة لهجتها بشكل حاد وضغطت على الاممالمتحدة اليوم الخميس للسماح ليس فقط بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا لمساعدة المعارضين الليبيين وانما أيضا بشن هجمات جوية تستهدف الدبابات والمدفعية الثقيلة لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وستسمح مسودة قرار لمجلس الامن الدولي اطلعت عليها "رويترز" بفرض حظر طيران فوق ليبيا وستسمح للدول العربية وغيرها - بالتعاون مع الاممالمتحدة- بحماية المدنيين بما في ذلك مدينة بنغازي معقل المعارضة المسلحة. واذا وافق مجلس الامن على القرار فسوف يسمح باتخاذ "كل الاجراءات الضرورية... لحماية المدنيين والمناطق السكنية المدنية التي تواجه تهديدا في (ليبيا) بما في ذلك بنغازي مع استبعاد ارسال قوة احتلال." وقال سفير بريطانيا لدى الاممالمتحدة مارك ليال جرانت ان مجلس الامن سيصوت على مشروع القرار الساعة السادسة مساء بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (2200 بتوقيت جرينتش). جاء التحرك نحو موقف أكثر تشددا لصالح اجراء عسكري بعد نقاش مطول داخل ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما بشأن كيفية منع الزعيم الليبي معمر القذافي من سحق معارضين يحاربون لانهاء حكمه المستمر منذ أكثر من أربعة عقود. وناشدت المعارضة الليبية المجتمع الدولي المساعدة بشكل عاجل لمنع سقوط بنغازي في يد القوات الموالية للقذافي. والسؤال الذي يواجه أوباما وزعماء اخرون في العالم في الوقت الحالي يتعلق بما اذا كان الاجراء الذي سيتخذونه أقل مما ينبغي وجاء متاخرا كثيرا. وقال مسؤولون أمريكيون ان اوباما أصدر تعليمات لكبار مساعديه بمتابعة تنفيذ قرار الاممالمتحدة من خلال مجموعة من الاجراءات تتضمن فرض منطقة حظر طيران وتتجاوزها. وعارض جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض أي تلميح الى أن الولاياتالمتحدة تحركت ببطء شديد لمساعدة المعارضين. وأصر على أن واشنطن وحلفاءها يتحركون بسرعة كبيرة لحماية المواطنين الليبيين و"المضي قدما نحو وضع لا يظل فيه القذافي في السلطة." وعبرت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) عن القلق ازاء احتمال التدخل العسكري الامريكي في ليبيا في تكرار لتصريحات أدلى بها مؤخرا وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس. وقال الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم البنتاجون "اعتقد أن بامكانكم القول انه سيكون هناك قلق بشأن تنفيذ عمليات عسكرية داخل ليبيا." وقال الجنرال نورتون شفارتز رئيس هيئة أركان القوات الجوية الامريكية ان القول بأنه من الممكن اقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا خلال أيام قليلة قول "مفرط في التفاؤل". وقال أمام جلسة في مجلس الشيوخ "اعتقد أنها قد تستغرق ما يصل الى أسبوع." وأضاف أنه قد تكون هناك موارد محدودة متاحة للمهمة حيث أن الجيش الامريكي لديه التزامات بالفعل في العراق وأفغانستان ومؤخرا في اليايان. كذلك فان السناتور الجمهوري ديفيد لوجار تساوره شكوك في أن يخدم فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا المصالح الامريكية في ظل تكاليف هذا الاجراء ومخاطر التصعيد وموقف العرب الذي يكتنفه الغموض والضغوط التي يواجهها الجيش الامريكي. وقال مسؤولون أمريكيون ان الولاياتالمتحدة خلصت الى ضرورة اقرار فرض منطقة حظر الطيران وضرورة اتخاذ تدابير أخرى تتجاوز الحظر الجوي من بينها شن هجمات ضد الدبابات والمدفعية التابعة لقوات القذافي. وتطلب الولاياتالمتحدة كذلك تفويض الاممالمتحدة باتخاذ خطوات أخرى تشمل تحويل أصول القذافي المجمدة للمعارضين واحكام حظر السلاح المفروض على ليبيا. وقال وليام بيرنز وكيل وزارة الخارجية الامريكية أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان الولاياتالمتحدة تدعم اجراءات دولية في ليبيا "لا تصل الى حد وجود قوات على الارض". وأضاف أن واشنطن تخشى من أن القذافي "قد يعود الى الارهاب والتطرف العنيف" ويحدث اضطرابا في الشرق الاوسط. وقال مسؤول أمريكي كبير ان أي خطة عسكرية يجب أن تكون بمشاركة من الدول العربية وألا تقتصر مشاركتها على التأييد اللفظي. وأضاف "عليهم أن يفعلوا أكثر من مجرد تأييده (الحظر الجوي)." ورحب ستيقن جراند وهو خبير في شؤون الشرق الاوسط في معهد بروكنجز بما وصفه بأنه موقف أكثر ايجابية من قبل الولاياتالمتحدة. وقال "هل سيؤدي الى وضع مختلف على الارض.. لا أعرف." ودعا السفير الليبي السابق في الولاياتالمتحدة علي العجيلي الذي يؤيد المعارضين للقذافي الى مساعدة عاجلة. وقال في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان. التلفزيونية الامريكية "أناشد الرئيس أوباما للمرة الثانية أو الثالثة.. أنت تعرف القذافي وتعرف ما سيفعله."