عبّر مسؤولون دوليون عن قلقهم البالغ حيال عجز منظمات الإغاثة عن دخول ليبيا وسط تقارير تشير إلى تدهور الوضع الإنساني وتناقص المواد الغذائية وتراجع عدد اللاجئين الفارين باتجاه الحدود التونسية. فقد أكد مسؤولون في الأممالمتحدة أن منظمات الإغاثة الدولية لا تزال غير قادرة على دخول ليبيا لأسباب أمنية وسط تقارير تتحدث عن تزايد الخسائر البشرية، واحتياجات المدن المحاصرة، وصور الأقمار الصناعية الملتقطة لنقاط التفتيش والحواجز على الطريق المؤدي إلى الحدود مع تونس، وبالتالي تتبع تدفقات اللاجئين الهائلة إلى خارج ليبيا. وتدل التصريحات الرسمية على أن المناطق، التي تشهد قتالا ضاريا بين الكتائب الأمنية الموالية للقذافي والجماعات المسلحة لائتلاف الثورة، باتت مناطق مجهولة بالنسبة لمسؤولي الأممالمتحدة على صعيد المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان ولا سيما مدينة الزاوية. وكانت مصادر في الأممالمتحدة قد أعلنت أن وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا ، وافق على قدوم فريق مساعدات أممي إلى طرابلس، بيد أن اشتداد حدة المواجهات الدامية منذ ذلك الحين منع المنظمة الدولية من إرسال الفريق. وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إليزابيث بايرز، إن وكالات الإغاثة التابعة للمنظمة الدولية مستعدة للدخول لتقييم الوضع حالما تسمح الظروف الأمنية. يشار إلى أن منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا ، رشيد خالقوف، الذي عينته الأممالمتحدة; زار القاهرة وسط معلومات متضاربة عن إمكانية توجهه إلى ليبيا لإجراء محادثات أولية. وتعتبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر -التي يقتصر عملها على مدينتي بنغازي وإجدابيا- منظمة الإغاثة الدولية الوحيدة تقريبا التي تعمل في ليبيا، مع العلم أن الأممالمتحدة وجهت نداء لجمع 160 مليون دولار لصالح مليون شخص يفرون من ليبيا. وجدد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قلقه من نفاد المواد الغذائية في ليبيا، وتعطل إمكانية إرسال الإمدادات والمعونات بسبب الأوضاع الأمنية في غرب البلاد. أما بالنسبة للمناطق الشرقية، التي خرجت عن سيطرة نظام العقيد معمر القذافي، فقد أكدت المتحدثة باسم البرنامج ، كارولين هيرفورد، أن سفينة محملة بالطحين وصلت إلى بنغازي ; وأن شاحنات تحمل مزيدا من المعونات من المقرر أن تصل المدينة في الأيام المقبلة. وأوضحت المتحدثة أن السفينة أفرغت ألف و182 طنا من طحين القمح، مشيرة إلى أن هذه الكمية تكفي لإطعام نحو 95 ألف شخص لمدة شهر تقريبا. يذكر أن منسقة شؤون المعونة الإنسانية في الأممالمتحدة، فاليري آموس، نبهت يوم الاثنين الماضي، إلى وجود مليون شخص من الفارين من ليبيا والعالقين بداخلها بحاجة لمعونات غذائية. بالنسبة لأوضاع اللاجئين الفارين من ليبيا وغيرهم من العمالة الأجنبية الوافدة، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تونس، منجي سليم , إن ثلاثة آلاف شخص فقط عبروا الحدود الليبية التونسية عن طريق معبر راس جدير يوم الثلاثاء الماضي، بالمقارنة مع عشرة آلاف عبر الحدود في الأيام السابقة. وأشار سليم إلى معلومات وفرتها الصور المتلقطة عبر الأقمار الصناعية تتحدث عن وجود مجموعات كبيرة من اللاجئين على الجانب الليبي من الحدود. وأكد رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، هذه المعلومات في مؤتمر صحفي بتونس، لكنه نفى وجود ما يؤكد أن الجانب الليبي يمنع تلك المجموعات من المغادرة. وأضاف غوتيريس أن المفوضية بحاجة ماسة ل160 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لتوفير المساعدات للاجئين الفارين من ليبيا إلى تونس ومصر والنيجر.