اعتبر كل من الحزب الشيوعي اللبناني، وحزب التقدم والإشتراكية المغربي، أن الدينامية التي أطلقتها الثورات والحركات الاحتجاجية في الوطن العربي، ستحدث وضعا جديدا، ستنتج عنه تحولات في منظومة القيم السياسية، والفكرية، والثقافية، وما على أحزاب اليسار، سوى التفاعل مع هذا الحراك، واستثمار نتائجه الإيجابية، لتقوم بأدوارها في المرحلة الجديدة، والتأثير في الأحداث لتأخذ منحى إيجابيا لصالح الجماهير وتحقيق طموحاتها في الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية. وأكد الحزبان في بيان مشترك، صدر أخيرا، وتوصلت « العلم» بنسخة منه، أن ما تعرفه عدد من البلدان العربية من ثورات، واحتجاجات جماهيرية واسعة، تعبير عن طموح الشعوب العربية في الحرية، والديمقراطية، والتقدم الاجتماعي، من جهة، وعن فشل النظام العربي الرسمي، ومشروع الشرق الأوسط الجديد، وعجز البدائل المطروحة في الساحة العربية سواء القومية منها، أو الإسلاموية، واليسارية، مما يفرض على كل القوى اليسارية مراجعة طروحاتها الفكرية والسياسية، وعلاقاتها، وطرق عملها، كما يفرض كذلك تنسيقا أكثر فعالية في كل بلد على حدة وعلى المستوى العربي العام. وحذر الحزبان، في ذات البيان، من إمكانيات الالتفاف على مكاسب الشعبين التونسي والمصري من طرف قوى معادية في العمق لطموحات الشعبين، سواء كانت داخلية أو خارجية، ونبها إلى احتمال عودة القوى الامبريالية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، لفرض توجهات تخدم مصالحها الإستراتيجية من خلال بوابة لبنان، باستغلال الإمكانيات التي يتيحها النظام الطائفي، وتحويل مسار الصراع الحالي الهادف إلى التحرر والديمقراطية، إلى صراع طائفي انطلاقا من لبنان وتوسيعه التدريجي إلى جل المنطقة العربية ، ويعتبر الحزبان أن تحصين المنطقة من مثل هذا المسار السلبي ينطلق من إسقاط النظام الطائفي بلبنان إلى نظام ديمقراطي وعلماني. وعبر حزب التقدم والاشتراكية عن دعمه لنضال الحزب الشيوعي اللبناني من أجل إسقاط النظام الطائفي، في لبنان، إلى نظام ديمقراطي علماني، يضمن حق المواطنة، والمشاركة السياسية لكل اللبنانيين، وتعمل فيه الأحزاب السياسية من منطلق المواطنة، وتحييد الانتماء الطائفي، أو المذهبي في الصراع السياسي والتنافس الديمقراطي. وبالمقابل عبر الحزب الشيوعي اللبناني، عن تثمينه للمكاسب الديمقراطية للشعب المغربي، بفضل نضالات، وتضحيات قواه الديمقراطية، والتقدمية، وتقديره لمساهمة حزب التقدم والاشتراكية في النضال من أجل مزيد من الديمقراطية والتقدم ومن أجل جيل جديد من الإصلاحات الدستورية، والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما يقيم الحزب الشيوعي اللبناني، إيجابيا، مقترح الحكم الذاتي للمناطق الصحراوية الذي يتقدم به المغرب كحل سياسي لقضية الصحراء، ويعتبره منطلقا جادا للحوار، للطي النهائي لهذا الملف الذي تضرر، ويتضرر من انعكاساته السلبية الشعبين المغربي والجزائري، مؤكدا أن الحزب الشيوعي اللبناني، عبرعن دعمه لفتح الحدود البرية بين المغرب والجزائر، و ثمن قرار تبادل زيارات الوفود الحكومية بين البلدين، معتبرا أن الحراك الذي تعرفه المنطقة العربية يدعو إلى توحيد الشعوب، وليس إلى مزيد من التفتيت والصراعات الجهوية التي لا تخدم سوى مصالح القوى العظمى، التي خططت لتفكيك البلدان العربية إلى دويلات متصارعة حتى تتمكن من إدامة سيطرتها على المنطقة. وأكدا الحزبان على دعمهما لنضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرر، وبناء دولته المستقلة ذات السيادة، وفي مواجهته للغطرسة الصهيونية، ويدعمان سعي فعاليات فلسطينية لإنهاء الانقسام، وإعادة الوحدة الوطنية، ومواجهة العدو الصهيوني المشترك وبناء الوطن الموحد لكل الفلسطينيين. ويؤكد الحزبان على رغبتهما وإرادتهما في تطوير العلاقات بينهما، من خلال إعمال المزيد من التعاون في مجالات السياسة، والفكر والتكوين، وإلى تنسيق أكثر خلال لقاءات أحزاب اليسار سواء على المستوى العربي، أو على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط، ودعمهما المتبادل لكل المبادرات في اتجاه توحيد قوى اليسار وتوحيد المواقف في القضايا المطروحة على المستوى العربي والمتوسطي.