انطلقت أمس بمالطا المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء، بناء على دعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بحضور المغرب وممثلين عن الجزائر وموريتانيا و" البوليساريو". وكان كريستوفر روس قد طلب في وقت سابق من الطرفين تقديم مقترحات جديدة خلال الجولة الراهنة التي تمتد لثلاثة أيام ، للخروج من دائرة المفاوضات المفرغة، التي لم تحقق شيئا أو تقدما لإيجاد تسوية للنزاع. عبر إيجاد حل سياسي ونهائي للنزاع المفتعل . و تفيد معلومات متواترة أن أجندة زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي وليام بيرنز و التي حملته الى الرباط ثم الجزائر قد تضمنت إضافة الى انشغالات إدارة البيت الأبيض الأمنية بالمنطقة دعوة مبطنة لكل من الرباطوالجزائر للاسراع في اتجاه الاتفاق على حل سياسي ونهائي لملف النزاع المفتعل بالشكل الذي يضمن تعاون البلدين الجارين لضبط إيقاع الوضع الأمني المهتز بمنطقة الساحل و التي تعتقد واشنطن جازمة أن التنسيق الأمني بين الرباط و الجزائر ضروري لتجاوز تداعياته المقلقة . و كان ما يسمى بوزير دفاع جمهورية الوهم قد استبق موعد مالطا ليطلق على عادة قادة الجبهة تهديدات بالعودة لحمل السلاح في محاولة يائسة لاجهاض مسلسل المفاوضات التي يجزم المتتبعون أنها لن تحقق تقدما ملموسا بالنظر لتعنت الجبهة الانفصالية و تمسكها بخيارات متجاوزة . وتندرج هذه المفاوضات في إطار تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1813« 2008» 1871 « 2009 » 01920 « 2010 »، التي تدعو الأطراف إلى الدخول في مفاوضات مكثفة وجوهرية. وكان السيد كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، قد أكد في ختام الجولة الخامسة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء ( مانهاست/ يناير الماضي)، أن الأطراف ستلتقي في شهر مارس للتوسع في بحث "أفكار ملموسة"، مضيفا أن الطرفين " قاما بمناقشات مستفيضة حول أساليب مبتكرة لبناء ديناميكية جديدة في هذه العملية على أساس عقد اجتماعات منتظمة". وكان الوفد المغربي قد تقدم، مجددا، خلال الاجتماع غير الرسمي الخامس بتفسير وشرح المقترح الخاص بالحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية في احترام كامل للسيادة المغربية، وكذلك بعدد من الأفكار الملموسة لتسريع وتيرة المفاوضات بهدف التوصل إلى الحل السياسي النهائي المنشود. وتهم الأفكار والمقاربات التي تقدم بها الوفد المغربي، مسلسل المفاوضات وليس الحل السياسي، ذلك أن تجربة الأممالمتحدة تبين أنه عندما لا تتوصل الأطراف إلى تقدم ملموس تلجأ إلى مقاربات أخرى في المفاوضات، وعلى الخصوص دراسة بعض النقاط والمجالات لتسهيل وتسريع هذه المفاوضات. و شدد الوفد المغربي على أهمية الخطوة التي تقدم بها تجاه الأطراف الأخرى والمتمثلة في مبادرة الحكم الذاتي في نطاق الانفتاح والرؤية المستقبلية و الإستراتيجية للمنطقة، علما بأن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي يسجلان، يوما بعد يوم، أن المبادرة المغربية جادة وبإمكانها فتح المجال للتوصل إلى حل نهائي دائم وعادل لهذا النزاع المفتعل حول أقاليم المغرب الجنوبية.