سيطر الثوار المناهضون للزعيم الليبي معمر القذافي، على منطقة نفطية، شرق طرابلس ; بعد أن أحكموا قبضتهم على الأجزاء الشرقية للبلاد. وقد سيطر الأهالي، بالتعاون مع كتيبة حماية المنشآت النفطية، على منطقة مرسى البريقة النفطية الواقعة في خليج سرت، وتبعد 600 كيلومتر شرق العاصمة الليبية. وقالت مصادر حقوقية إن مرتزقة يختطفون جرحى وجثثا من مستشفيات طرابلس إلى أماكن مجهولة. يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان السلطات الليبية أنها تعد لجولة للبعثات الأوروبية في شوارع العاصمة «لدحض الشائعات التي تروجها وسائل الإعلام المغرضة»، حسب وصفها. وقال سيف الإسلام ، نجل القذافي، إن موانئ ليبيا ومطاراتها جميعها مفتوحة والحياة تسير بشكل طبيعي. وأضاف في حديث للتلفزيون الليبي، أثناء تجواله في مكاتب التلفزيون، إن الحياة عادية، ولكن المشكلة تكمن في المناطق الشرقية، داعيا الليبيين للتعاون والتلاحم في «هذه المعركة الوطنية». وقد أظهرت صور جثثا لرجال بزي الأمن، ملقاة على الشوارع قيل إنهم تعرضوا للإعدام بعد رفضهم الانصياع للأوامر بقمع وقتل المتظاهرين الليبيين. وتظهر الصور الجثث وهي مكبلة الأيدي وعليها آثار استهداف الرصاص للرأس مباشرة. وأكدت مصادر حقوقية أن مرتزقة من أوكرانيا وصربيا يقودون طائرات لقصف مدنيين في ليبيا. من ناحية أخرى، احتفل المتظاهرون في بنغازي، ودرنة، وطبرق، بعد إحكام سيطرتهم على كل المناطق الشرقية من ليبيا. كما أكد شهود عيان أن المحتجين أحكموا سيطرتهم على مدينة مصراتة القريبة من طرابلس. وعبر كبار مشايخ مدينة الزنتان الليبية عن فقدانهم للثقة في شخص العقيد القذافي بعد كلمته التي ألقاها الثلاثاء، مؤكدين على وحدة القبائل الليبية، وداعين عموم الشعب الليبي إلى الوقوف في وجهه ودعم الثورة. وحذرت قبائل الزنتان من أنه في حال عدم تنحي القذافي ونظامه وتسليم ليبيا للشعب، ستقطع الإمدادات النفطية والغاز إلى أوروبا والعالم خلال 24 ساعة من الآن، مشيرة إلى أن قوى الثوار ستزحف من مدينة الزنتان إلى طرابلس لمساندة المجموعات المتواجدة في طرابلس وفك حصارها ونصرة أهلها. ونفى أحمد قذاف الدم , المبعوث الشخصي للقذافي، تحريض قبائل أولاد علي، المتواجدين في مصر للقتال ضد المتظاهرين، وقال إنه لا يحمل أي رسائل لهم. ولحد الآن، تتضارب الأنباء عن حصيلة القتلى، فبينما تتحدث الحصيلة الرسمية عن 300 قتيل، قال وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إن التقديرات، التي تشير إلى مقتل نحو ألف شخص في أعمال العنف السياسي والاضطرابات في ليبيا ، هي تقديرات جديرة بالثقة. أما الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان، فتحدث عن سقوط 640 قتيلا على الأقل، بينهم 275 في طرابلس و230 في بنغازي ; بينهم 130 عسكريا أعدموا على أيدي ضباطهم لأنهم رفضوا إطلاق النار على حشود المتظاهرين، مشيرا إلى أن الحصيلة لا تشمل احتمال سقوط ضحايا في مدينة طبرق في أقصى شرق البلاد، حيث لم يحصل الاتحاد على معلومات دقيقة.