واصل محتجون بحرينيون اعتصامهم في دوار اللؤلؤة بالعاصمة المنامة بعد انسحاب قوات الشرطة من هناك. و ذلك في وقت تتصاعد فيه الضغوط على الحكومة لبدء محادثات جدية مع المعارضة التي كان مت المنتظر أن تتقدم بمطالبها . وذكر مراسل لوكالة الأنباء الألمانية أن الوضع في دوار اللؤلؤة بدا هادئا ، ولم يشهد أي مصادمات، متوقعا انضمام عدد من الصحفيين والمدونين إلى الاعتصام في وقت لاحق . وقد تدفق المحتجون على دوار اللؤلؤة ، في المنامة ، ونصبوا خياما لهم في الميدان. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، لكنها انسحبت بعد ذلك. وحاول المحتجون تجنب القيام بأي أعمال تمنحهم طابعا طائفيا ولوحوا بعلم البحرين بلونيه الأحمر والأبيض، ورددوا شعارات تدعو لوحدة البحرين. وأضافت فاطمة سيدي -التي تقول عن نفسها إنها سنية ليبرالية- أن «البحرين دولة غنية فأين يذهب المال إذا؟»، ومضت قائلة «نريد برلمانا لديه سلطات حقيقية، نريد انتخاب الوزراء في بلدنا، هذا ليس أمرا يتعلق بالشيعة، نريد ملكية دستورية، وهذه المطالب ليست لها أي صبغة دينية». من جهة أخرى ، ألغت النقابة العامة للعمال في المملكة إضرابا عاما ، كان من المقرر أن ينظم أمس الاثنين، بعد استجابة الحكومة لمطلبها بالحق في التظاهر سلميا. وقالت النقابة إنها قررت وقف الإضراب والعودة إلى العمل. وتستعد أحزاب المعارضة البحرينية لتقديم مطالبها إلى ولي عهد المملكة ، سلمان بن حمد آل خليفة، بعد استجابة الحكومة لمطلبها بسحب الجيش من دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن رئيس كتلة الوفاق البحرينية، عبد الجليل خليل إبراهيم ، قوله إن المعارضة بصدد مناقشة الإستراتيجية التي ستعتمدها في الحوار الذي دعا إليه ملك البحرين للخروج من الأزمة الراهنة في البلاد. كما نسبت وكالة رويترز للأنباء إلى مصدر بالمعارضة البحرينية قوله إنه «بالإضافة إلى سحب قوات الأمن ، فإن مطالب المعارضة الرئيسية هي الإفراج عن المعتقلين السياسيين ، واستقالة الحكومة وإجراء محادثات بشأن وضع دستور جديد». وذكر المصدر أن «هناك تكهنات متزايدة» بأن ولي عهد البحرين، الذي ينظر إليه على أنه إصلاحي، سيحل مؤقتا محل رئيس الوزراء ، خليفة بن سلمان آل خليفة. وحسب المصدر ، فإن من سيحمل مطالب المعارضة ، هما الأمين العام لجبهة الوفاق علي سلمان، ورئيس جمعية وعد العلمانية إبراهيم شريف. وكان سلمان قد نفى أن يكون الحوار قد بدأ، مشترطا استقالة الحكومة قبل ذلك .لكنه اعترف -في تصريح آخر لوكالة الأنباء الفرنسية- بأن «هناك اتصالات» قال إنها «لم تفض إلى نتيجة «. وفي وقت سابق قال عضو البرلمان السابق عن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعية ، إبراهيم مطر، إن المطلب الرئيسي للمعارضة هو أن تقبل الحكومة فكرة التحول إلى نظام ملكي دستوري. وحسب مصادر إعلامية ، فإن المعارضة البحرينية أجلت بدء الحوار لمعرفة طريقة تعامل الحكومة مع مظاهرة من مائة ألف دعت إليها (أمس الاثنين). وقال ولي عهد البحرين، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ، -في مقابلة مع شبكة سي أن أن الإخبارية الأميركية، إن جميع الأحزاب السياسية في البلاد جديرة بان يكون لها صوت على المائدة، مضيفا أن ملك البحرين كلفه بأن يقود الحوار وبناء الثقة مع جميع الأطراف. وأضاف الشيخ سلمان إنه يعتقد أن ثمة الكثير من الغضب والكثير من الحزن، وهو يريد أن يتقدم بالتعازي إلى جميع الأسر التي فقدت أحباءهم ولجميع المصابين، ووصف ما حدث بأنها مأساة رهيبة للبلد. وقال ولي العهد إنه سيجري السماح للمحتجين بالبقاء في دوار اللؤلؤة، مشيرا إلى أن المحتجين في هذا الدوار يمثلون نسبة كبيرة جدا من المجتمع والمعتقدات السياسية. ويرى مراقبون في البحرين، إن ولي العهد ظهر بوصفه الرجل القوي الذي استبعد في الوقت الحالي الصقور في البلاط الملكي ورئيس الوزراء. وفي تطور آخر، أكد النائب البرلماني البحريني السابق، ناصر الفضالة، أن عددا من القوى السياسية والوطنية شكلت «التجمع الوطني للوحدة الوطنية»، للتمسك بالوحدة الوطنية والدفاع عن شرعية النظام القائم ومواجهة الخطاب الطائفي.