وصلت المظاهرات، المطالبة بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي إلى العاصمة الليبية طرابلس، وتصدت لها بالرصاص قوات الأمن ومن يسميهم المتظاهرون «مرتزقة»، حيث سقط عدد كبير من القتلى والجرحى . ومع ارتفاع حدة المظاهرات ، أعلنت أكبر قبيلتين في ليبيا، وهما ترهونة وورفلة، انضمامهما إلى المتظاهرين ضد القذافي، كما هددت قبيلة الزوية بقطع إمدادات النفط إذا لم يتوقف قتل المتظاهرين. وتتحدث الأخبار عن إطلاق نار في شوارع طرابلس، و عن إحراق العديد من السيارات . وحسب شاهد عيان، فقد سقط أكثر من مئة شخص بين قتيل وجريح في المواجهات التي اندلعت في طرابلس مساء الأحد ويوم أمس الإثنين . وعلم أن اشتباكات دارت في الساحة الخضراء بطرابلس بين آلاف المتظاهرين وأنصار القذافي، وأن مستشفيات المدينة امتلأت بالمصابين والجثث; وتمكن ا لمتظاهرين من السيطرة على سوق الجمعة في قلب طرابلس بعد انضمام الأمن إليهم . كما تمكن المحتجو ن من اقتحام مبنى الفضائية الليبية في طرابلس، في حين ذكرت وكالة رويترز أن مئات الأشخاص هاجموا موقع بناء تديره شركة كورية جنوبية في المدينة, بل سمع إطلاق نار كثيف بباب العزيزية بطرابلس، وانضمت قوة من الدعم المركزي والشرطة إلى المتظاهرين، وحاصرت من يوصفون بالمرتزقة ، وأصبحت معظم الشوارع تحت سيطرة الجماهير؛ وأُعلن عن السيطرة على قاعدة «معتيقة» الجوية وانضمام القوات الجوية والبرية للمتظاهرين. وقال المقدم أحمد عثمان، الضابط في الأمن العام الليبي، إن معظم ضباط الشرطة والقوات المسلحة انضموا إلى الجماهير في العاصمة طرابلس. أما الدبلوماسي الليبي أحمد جبريل، فقد أكد أن هناك دعوات في مدينة البيضاء ، شرق البلاد، للتوجه إلى طرابلس، من أجل مساندة المتظاهرين هناك، وقال إنه ليس مستبعدا أن يتوجه أعضاء الجيش والأمن الذين انضموا للمتظاهرين، إلى طرابلس لمساندة المحتجين. وحسب وكالة قدس برس فإن هناك حراكا داخل الجيش الليبي تقوده شخصية رفيعة المستوى في الجيش، وأضافت أن هذا التحرك قد يؤول إلى تطور مهم وقد يعمل على حسم الموقف. وأبلغ مصدر سياسي ليبي في بريطانيا الوكالة أن انقلابا عسكريا يتم تنفيذه على الأرض، ويقوده نائب رئيس الأركان المهدي العربي. وذكر المصدر أن معارك ضارية تدور بين بقايا حرس اللجان الثورية، المقربة من القذافي، وأنصار المهدي العربي، وأن الإعلان عن الانقلاب ربما يتم بعد حسم الأمور لصالحه. وأضاف المصدر «هناك أنباء عن أن معارك ضارية تدور الآن بالقرب من مقر القيادة، وأن قائد الفرق الخاصة، عبد الله السنوسي، قد أصيب فيها، وربما يكون قد قُتل». خارج طرابلس ، أسفرت التدخلات الأمنية ضد المحتجين في مدن ليبية أخرى عن مقتل وجرح المئات من الأشخاص في المظاهرات التي خرجت في عدة مدن منذ أيام للمطالبة بسقوط القذافي ونظامه. ففي مدينة بنغازي، شرق ليبيا ، تحدث شهود عيان عما سموه «مجازر حقيقية» ارتكبتها قوات ليبية خاصة إضافة إلى «مرتزقة أفارقة» تجلبهم طائرات إلى المدينة، حسب قول الشهود. وقال الناشط أحمد الجزوي إن قوات القذافي قصفت المتظاهرين بقذائف مضادة للدروع والدبابات في الأيام الأخيرة، لكنه أكد أن قوات الأمن انسحبت من المدينة التي قال إن الأهالي هم من يسيطرون عليها الآن. وقالت مصادر طبية في مستشفى بمدينة بنغازي، إن ما لا يقل عن مائتي شخص قتلوا في الاحتجاجات التي تشهدها المدينة منذ أيام، وأكدت أن نحو خمسين منهم قتلوا في المدينة منذ يوم الأحد. وتحدثت مصادرإعلامية عن التحاق الشيخ محمد عمر المختار، نجل المجاهد الليبي ضد الاستعمار عمر المختار، بالمتظاهرين في ساحة الاعتصام أمام محكمة شمال بنغازي. من جهتها، ذكرت منظمات حقوقية أجنبية مقتل ثلاثمائة شخص وجرح مئات آخرين في الاحتجاجات المتواصلة في مدن ليبية عدة. وفي مدينة طبرق، أكد شهود عيان أن المحتجين سيطروا بشكل كامل على المدينة، وأضاف أن من وصفهم بالمرتزقة لم يستطيعوا دخول المدينة بعد منعهم من قوات الأمن. هذا في وقت تفرض فيه السلطات الليبية تكتما إوحصارا علاميا شديدا على الشارع الليبي، كما لجأت إلى منع خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية.