على إثر النتائج الطيبة التي أثمرتها دروس الحلقات التكوينية المندرجة ضمن برنامج تأهيل أئمة المساجد شرعت المجالس العلمية البيضاوية كباقي المجالس العلمية الأخرى بتنسيق مع المندوبيات الإقليمية في مواصلة هذه الدروس التي حبذها السادة الأئمة الذين يتمنون استمرارها نظرا لأهميتها وكثرة فوائدها لما تتيحه لهم من فرص سانحة تمكنهم من تطوير أساليبهم وتحسين أدائهم وتنمية أفكارهم وتشجعهم على تحصيل العلم بطريقة عصرية حديثة، إذ في بداية هذه السنة تم تدارس مضامين بطاقات زاخرة بالفوائد والعلوم الشرعية والعقائدية وهي بطاقات يسهر على إعدادها علماء وأساتذة أجلاء حيث تصنف بدقة ويتم انتقاؤها بطريقة علمية رائعة ولاشك في أن إعدادها وتجميعها لتخرج في حلة علمية ذات فوائد جمة يستغرق بعضا من الوقت خاصة وأن مثل هذه الورقات يراعى فيها أسلوب الاختصار والإفادة في مساحات قليلة وبرؤوس أقلام مركزة، وكانت الحلقات الأولى لشهر يناير وفبراير من السنة الجارية حافلة بالعلوم التي تزيد في الرصيد العلمي للإمام في ظل الثوابت الوطنية المستمدة من صميم الشريعة الإسلامية الغراء. وقد تدارس الأئمة جملة من المواضيع مثل الإمامة والخطابة والوعظ والإرشاد وأحكام الزكاة والوظائف الإجتماعية للإمام وغير ذلك من الأمور المهمة المتعلقة بالحياة العامة للمجتمع التي يعتبر الوعظ الديني من أهم مقوماتها وركائزها وما يزيد من جمالية جلسات هذه الحلقات التأطيرية ويضفي عليها نوعا من الدفء والظلال هو تزيينها بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والدعاء الصالح والحرص على تقوية إيمان المجتمعين بأهمية مثل هذه الجلسات العلمية المباركة وهذا ما جعل التفاهم والإنسجام يتحقق بين الأئمة ومؤطريهم لتمر الجلسات في جو أخوي يسوده الإحترام ويساعد على التلقي والتحصيل وفتح قنوات الحوار .