قال عبد الحميد مهري، أحد مؤسسي الدولة الجزائرية، موجها كلامه للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بضرورة القيام بإصلاحات تغير نظام حكم وصفه ب «غير ديمقراطي، وعفا عليه الزمن». وحسب وكالة رويترز، فقد أكد مهري ; في خطابه لبوتفليقة- أن الجزائر في حاجة إلى تغيير جذري، قبل أن تحتفل العام القادم بالعيد الخمسين لاستقلالها عن فرنسا، مؤكدا أن النظام الحاكم لم يعد قادرا على مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الأمة، ولافتا إلى أن الأصوات التي تنادي بتغيير سلمي لهذا النظام ، كثيرة، وبالتالي فإن التغيير يجب ألا يتأخر أكثر من ذلك. وفي رأي رويترز، فإن دعوة مهري (84 عاما) تكتسب ثقلا ، لأنه كان شخصية قيادية في كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، وساعد في صياغة هوية البلاد بعد الاستقلال، كما أنه أحد شخصين ما زالا على قيد الحياة ممن شاركوا في مفاوضات معاهدة إيفيان التي أنهت 130 عاما من حكم الاستعمار الفرنسي للجزائر، بعد حرب الاستقلال التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، بينما قال الكاتب والمحاضر في جامعة الجزائر، محمد العجب، إن مهري يقدم لبوتفليقة مخرجا مشرفا لترك منصبه. في خضم الأحداث المتلاحقة بالجزائر، أعلن بوتفليقة مؤخرا رفع حالة الطوارئ، و فتح وسائل الإعلام أمام المعارضة. وقال رئيس الوزراء، أحمد أويحيى، إن رفع حالة الطوارئ سيتم قبل نهاية الشهر الجاري . وقد شهدت العاصمة الجزائر عمليات قمع لمظاهرات خرجت السبت الماضي للمطالبة بسقوط النظام، وذلك بعد يوم من الإعلان عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك. لكن أويحيى أكد أن بلاده لن تخضع للضغوط الخارجية، وذلك ردا على الدعوات الغربية للتعامل بطريقة ديمقراطية مع مطالب التغيير في البلاد التي صدرت من كل من الولاياتالمتحدةوفرنسا وألمانيا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.