تواصلت ردود الفعل الدولية المرحبة بتنحي الرئيس المصري حسنى مبارك، استجابة لمطالب شعبه بعد 18 يوما من المظاهرات المتواصلة، معربين عن أملهم بتمكن الشعب من التنعم بالحياة الديمقراطية التي قدموا التضحيات من أجلها. وفي أحدث ردود الفعل الدولية ، وصفت كوريا الجنوبية ما جرى في مصر بأنه انتصار للشعب على طريق الديمقراطية. وقالت المتحدثة باسم الحزب الوطني الكبير الحاكم ، في بيان خاص، «نأمل أن يتوصل الجميع في مصر إلى قرار سلمي وعقلاني، لاستكمال عملية تحقيق الديمقراطية». بينما أعرب الحزب الديمقراطي المعارض الرئيس عن أمله بتحقيق المزيد من الديمقراطية بمصر في ظل حالة من الاستقرار والسلام. وقالت المتحدثة باسم الحزب لوكالة يونهاب، «نود أن ننقل تعازينا لهؤلاء الذين فقدوا أرواحهم خلال القتال، نود أيضا أن نعرب عن احترامنا لانتصارهم الرائع». بدورها ، دعت الخارجية الكورية إلى تحقيق سلام واستقرار في مصر، ومضت تقول في بيان خاص «نتوقع أن يقود الوضع في مصر إلى انتخابات نزيهة وحرة كما يأمل الشعب، نحترم قرار الرئيس مبارك بالاستقالة، ستعمل حكومتنا عن كثب مع الحكومة والشعب المصري للوصول بعلاقاتنا القائمة على التعاون الودي مع مصر إلى مستوى آخر». وأعربت بكين عن أملها بعودة الاستقرار والنظام إلى مصر في وقت قريب، وقال المتحدث باسم الخارجية إن الصين راقبت الأوضاع في مصر عن كثب، مؤكدا أن للصين علاقات صداقة مع مصر، معربا عن ثقته بأن هذه العلاقات سوف تستمر. أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فقد تحدث عن تطورات الأوضاع في مصر، دون أن يبدي أي ندم على رحيل مبارك الذي كان من أوفى حلفاء أميركا بالمنطقة. بل إن أوباما تحدث بتعاطف واضح مع الشعب المصري.. وكان الرئيس قد أكد في كلمته -التي جاءت بعد اجتماع مع فريقه للأمن القومي، واجتماع آخر مع كبار المساعدين دعا إليه مستشاره للأمن القومي، توم دونيلون، لبحث التطورات في مصر- أن تنحي مبارك يعكس إرادة الشعب. وقال أوباما للصحفيين «لقد تكلم الشعب المصري». وأضاف «أوضح المصريون أنهم لن يرضوا بشيء أقل من ديمقراطية حقيقية». ومضى يقول إن العالم شهد لحظة حقة من لحظات التاريخ، مضيفا «لقد حرك المصريون مشاعرنا وألهمونا، فقد شاهدنا محتجين يهتفون سلميا ، ورأينا عسكريين لا يطلقون النار على شعب أعزل». وأقر أوباما بأن تنحي مبارك ليس نهاية المرحلة الانتقالية، لكنها بداية لتحول مصر إلى الديمقراطية، قائلا «ستكون هناك أيام طويلة صعبة قادمة، وما زالت أسئلة عدة بلا أجوبة». وشدد على أن الفترة الانتقالية يجب أن تأتي بكل الأصوات المصرية إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أن بلاده ستكون صديقة وشريكة لمصر، ومستعدة لتقديم أي مساعدة ضرورية للانتقال للديمقراطية. ودعا أوباما الجيش المصري لرفع قانون الطوارئ ، وتحديد مسار واضح لانتخابات حرة، مشيرا إلى أن الجيش تصرف بمسؤولية ، ويجب أن يضمن الآن انتقالا يحظى بالمصداقية. ووصف نائبه، جو بايدن، تنحي مبارك بأنه «لحظة محورية في تاريخ مصر والشرق الأوسط». وقال بأول رد فعل أميركي «اليوم هو يوم تاريخي للمصريين». و جدد الأمين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون، الدعوة إلى «انتقال منظم وسلمي وشفاف» للسلطة في مصر. وأعرب بان ، في بيان خاص، عن احترامه لما أسماه «القرار الصعب» الذي اتخذه مبارك بالتخلي عن السلطة، بعد حكم استمر ثلاثين عاما، استجابة للمطالب «المشروعة» للمتظاهرين، وبما يصب في صالح البلاد. ودعا المسؤول الأممي لإجراء انتخابات حرة ونزيهة يمكن التعويل عليها، من أجل إقامة «مؤسسة حكم مدني سريعا» وحوار حقيقي بين الحكومة المؤقتة والشعب حول مستقبل البلاد. وأوضح أن «صوت الشعب المصري، ولا سيما الشباب قد سمع، والقرار يعود إليهم في تحديد مستقبل بلادهم». من أوربا، أشادت مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي ، كاثرين آشتون، بتنحي الرئيس الذي «استمع إلى صوت الشعب» ، وفتح الطريق أمام «إصلاحات سريعة وعميقة». وأعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ، عن سعادتها بالتطورات السياسية الأخيرة في مصر، وقالت «كلنا شهود على تحول تاريخي» ، وأكدت أنها تتمنى للمصريين مجتمعا «بدون فساد ولا رقابة ولا اعتقال ولا تعذيب». وفي باريس ، حث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، مصر على اتخاذ خطوات نحو إجراء انتخابات حرة بعد تنحي الرئيس داعيا السلطات الجديدة لاتخاذ خطوات تؤدي إلى إقامة مؤسسات ديمقراطية من خلال انتخابات حرة وشفافة. ووصف ساركوزي قرار مبارك بالتنحي بأنه «شجاع وضروري» في لحظة تاريخية لمصر بعد نحو 18 يوما من الاحتجاجات المطالبة بالتغيير. ودعا رئيس الوزراء البريطاني، ديفد كاميرون ، إلى تحرك نحو الحكم المدني في إطار عملية انتقال تجعل مصر «منفتحة وديمقراطية وحرة». وقال كاميرون «لدى مصر فرصة ثمينة فعلا لكي يكون لديها حكومة تلم شمل البلد وكأصدقاء لمصر وللشعب المصري فإننا مستعدون للمساعدة بأي وسيلة تكون في مقدورنا». وفي أول رد فعل إسرائيلي، شدد مسؤول ، لم يكشف عن هويته ، على ضرورة الحفاظ على معاهدة سلام مع مصر وقعت عام 1979، معربا عن أمل حكومته بأن تتم العملية الانتقالية نحو الديمقراطية بهدوء «من أجل مصر وجميع جيرانها أيضا».