تعرف الخدمات الصحية بسيدي قاسم تطورا لافتا يرتكز على منظور جديد في تدبير قطاع الصحة باعتباره حجر الزاوية في التنمية البشرية، وتنهض هذه الاستراتيجية على أسس الحكامة في التدبير والتسيير، وإطلاق المبادرات التي ترمي إلى الارتقاء بالمنظومة الصحية ومواجهة المعضلات التي يعاني منها الإقليم في المجال الصحي وذلك باعتماد أسلوب الشراكة مع المجتمع المدني في أفق ترسيخ ثقافة التضامن والتعاقد والتعاون من أجل الصالح العام. وفي سياق ذلك نسجل استفادة المستشفى الإقليمي بسيدي قاسم بحوالي 80 سريرا عززت القدرات الاستيعابية لهذا المستشفى من خلال الشراكة التي جمعت بين المندوبية الإقليمية للصحة بسيدي قاسم وجمعية فرنسية تدعى «AURORE» وهي جمعية للمغاربة المقيمين بالخارج تسعى إلى دعم القطاع الصحي، وتقوية التجهيزات بالمستشفيات العمومية للمملكةخدمة للتنمية المستدامة ببلادنا، غير أن هذه الشراكات لم تنحصر في المجتمع المدني بل اتسعت لتشمل شراكة مع الجهة قصد توسيع المستودع الخاص بالأدوية، وذلك بالنظر إلى أهمية هذا المستودع ونجاعته في مجال الارتقاء بالخدمات الصحية بالمدينة والإقليم، وبالموازاة مع هذا التطور في مجال البنيات والتجهيزات شهد قسم المستعجلات تطورا هائلا على مستوى الخدمات الطبية، والاهتمام بالمرضى، وأسلوب التدخل في الحالات العادية والطارئة، وهو تطور تشهد به ساكنة سيدي قاسم والمجتمع المدني بها. كما تمت إعادة النظر في الوظيفة الاجتماعية للمرفق الصحي من خلال تدبير جيد للتواصل في المستشفى الإقليمي، وذلك بتخصيص مضيفة استقبال تعمل على توجيه المرضى وتلبية حاجياتهم في مجال التواصل وكل ما يتعلق بإجراءات الزيارة والتطبيب والعلاج، وقد انعكست هذه الأوضاع التنظيمية على مستوى الأداء، حيث ارتفع عدد الوافدين على قسم المستعجلات من 18.742 سنة 2005 إلى 32.730 حالة سنة 2010، وهو مؤشر لا يعكس ارتفاع الحوادث والحالات المرضية بقدر ما يكشف نوعية العلاج وطبيعة الخدمات الصحية التي تحفز المرضى على الإقبال بدرجات كبيرة على قسم المستعجلات الذي أصبح جذيرا باسمه ووظيفته داخل المستشفى الإقليمي، ومن المؤشرات الدالة على ارتفاع عدد العمليات الجراحية المنجزة داخل المستشفى الإقليمي من 1395 سنة 2009 إلى 1491 سنة 2010، ارتفاع حالات الولادة التي بلغت سنة 2010 إلى 4310 حالة ولادة مع انخفاض كبير في نسبة الوفيات مقارنة مع السنوات الماضية، ولعل هذه المؤشرات تحمل أكثر من دلالة على تطور الواقع الصحي بالإقليم وعلى الدور المتصاعد للمستشفى الإقليمي لسيدي قاسم الذي أصبح مرفقا صحيا متميزا يلعب دور التخفيف على المراكز الاستشفائية الجامعية، ويرسخ ثقافة تقريب المرفق الصحي من المواطن، وذلك بالنظر إلى الكفاءات الطبية التي تشتغل به، والتي تسعى جاهدة للقيام بدورها الأساسي في الحفاظ على صحة المواطن وضمان حقه في التطبيب والعلاج، غير أن التحول البارز في المجال الصحي بالإقليم يعود بالأساس إلى جيل جديد من الكفاءات قادم من المغرب بالعميق حيث اكتسب قدرة كبيرة على مواجهة الصعوبات والإكراهات والمعضلات، نذكر من هؤلاء الدكتور طارق العروسي المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بسيدي قاسم والدكتور المهدي حساني مدير المستشفى الإقليمي بسيدي قاسم، وهما عنصران يتميزان بحيوية لافتة وحنكة في التسيير والتدبير مكنتهما من التغلب على كثير من الصعوبات والمشاكل التي يتخبط فيها قطاع الصحة بمدينة وإقليم سيدي قاسم.