تخليدا للذكرى 67 لتقديم وثيقة الاستقلال 11 يناير 1944، نظمت مؤخرا المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالرباط مهرجانا خطابيا احتفاء بهذه الملحمة التاريخية الخالدة. خلال هذا الحفل الذي ترأسه الأستاذ مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بحضور الأستاذ أمحمد بوستة رئيس مؤسسة علال الفاسي، تم تكريم بعض رجالات المقاومة ومن بينهم المقاوم الفذ الحاج أحمد الأزرق الملقب ب «السفناج» الذي كان يعتبر من كبار المقاومين الذين صنعوا ملحمة ثورة الملك والشعب بعد نفي رمز الأمة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه والأسرة الملكية الشريفة إلى كورسيكا في 20 غشت 1953. يقول المقاوم الحاج أحمد الأزرق الذي يحمل اسمه أحد شوارع مدينة الدارالبيضاء والبالغ حاليا من العمر 87 سنة، عن مبادرة تكريمه رفقة زملائه في هذه الذكرى العظيمة، بأنه شرف كبير يحظى به بحضور ثلة من المناضلين وعائلاتهم وخصوصا أسرته الصغيرة وفي مقدمتها رفيقة دربه في المقاومة والجهاد في سبيل نصرة الوطن حرمه الفاضلة المقاومة الحاجة حليمة بنت العربي وكل أبنائه وأحفاده. لقد كان الحاج أحمد الأزرق كما هو مشهود له عند أسرة المقاومة وجيش التحرير، العقل المدبر للعديد من العمليات التي قام بها الفدائيون، حيث يشارك تارة في بعضها ويحضر في أخرى كمتتبع للتنفيذ، كما كان ينسق بانتظام بين مقاومي مدينتي الرباطوالدارالبيضاء من خلال حضوره باستمرار في أحياء المدينتين، ولقد كتب له أن يعتقل بالبيضاء من طرف قوات المستعمر التي حيرها باستعماله زي النساء في التخفي عن أعين الأمنيين، الذين طاردوه في عملية إنزال حوالي 50 ناقلة بحي باشكو، حيث حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات، نجا من الموت المحقق بأعجوبة بعدما عاد ملك البلاد الشرعي محمد بن يوسف إلى عرشه سنة 1955 وزار السجن المركزي بالقنيطرة، وأعطى أوامره بإطلاق سراح الجميع ومن بينهم الحاج أحمد الأزرق الذي كان يقيم بالزنزالة الشهيرة رقم 100 التي كانت تضم مقاومين ووطنيين كالفقيه البصري ورحال المسكيني وعبد الرحمان السكوري وغيرهم. يتذكر الحاج أحمد الأزرق أن انخراطه في صفوف حزب الاستقلال الذي يعتز كثيرا بإنتمائه إليه، كان بعد مغادرته لمسقط رأسه بأحد أولاد فرج بضواحي الجديدة سنة 1951 في اتجاه مدينة فضالة «المحمدية» التي استقر بها بعض الوقت، وهناك تعرف على أحد التجار المرحوم عبد الرحمان بنموسى الذي اقترح عليه التوجه للرباط للانخراط في هذا الحزب وذلك ما حدث سنة 1952 إذ استقر به المقام بحي الصهريج وشغل منصب أمين مال فرع الحزب بحي يعقوب المنصور، وهكذاةتوطدت علاقته بوجوه ذات رصيد نضالي من أمثال العربي المسطاسي وسليمان بندريس وبوشعيب حيدة والحسين الزعري. وخلف هذا الحفل التكريمي ارتياحا وابتهاجا لدى معارف وأقارب هذا الوطني الكبير الذي يتطلع إلى أن ينتهي به مشوار الحياة بوسام يزين به تاريخه الوطني الحافل.