يعتبر الحاج أحمد الأزرق الملقب ب «السفناج» أطار الله في عمره، من رجالات المقاومة المغربية الكبار الذين صنعوا ملحمة ثورة الملك والشعب بعد نفي رمز الأمة المغفور له صاحب الجلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه والأسرة الملكية الشريفة إلى كورسيكا في 20 غشت سنة 1953. لقد كان الحاج أحمد الأزرق كما هو مشهود له عند أسرة المقاومة وجيش التحرير، العقل المدبر للعديد من العمليات التي قام بها الفدائيون، حيث يشارك تارة في بعضها ويحضر في أخرى كمتتبع للتنفيذ، وتفرقت مهماته بين مدينة الرباط التي كان قد قدم إليها من مسقط رأسه بأحد أولاد فرج بضواحي الجديدة واستقر بحي الصهريج بحي يعقوب المنصور، ومدينة الدارالبيضاء التي كانت تربطه بمقاوميها المعروفين علاقة ممتازة في إطار التنسيق الدائم بين فدائيي المدينتين. يقول الحاج أحمد الأزرق أنه عندما غادر مسقط رأسه في اتجاه مدينة فضالة «المحمدية» سنة 1951، استقر بهذه الأخيرة بعض الوقت، حيث التقى هناك بأحد الرفاق الذي كان يمتهن التجارة المرحوم عبد الرحمان بنموسى، الذي اقترح عليه التوجه إلى الرباط للإنخراط في حزب الإستقلال وذلك ما حدث سنة 1952 إذ شغل منصب أمين المال في فرع الحزب بحي يعقوب المنصور، وتوطدت علاقته بوجوه ذات رصيد نضالي كسليمان بندريس وبوشعيب حيدة والحسين الزعري والعربي المسطاسي. لقد كان لرفيقة دربه حرمه المقاومة الحاجة حليمة بنت العربي دور كبير في تمرير السلاح بين الحاج الأزرق ورفاقه، حيث كانت إحدى المناسبات تضع السلاح ظهرها وصدر طفلها الزميل المرحوم محمد الأزرق الصحفي بقسم الأخبار بالإذاعة الوطنية الذي غادرنا إلى دار البقاء سنة 2007. اعتقل الحاج أحمد الأزرق بالدارالبيضاء من طرف قوات المستعمر التي حيرها إثر عملية هيتشكوكية بعدما سخرت حوالي 50 ناقلة أحاطت بدرب باشكو، وحكم عليه بالإعدام ثلاث مرات، ونجا من الموت المحقق بأعجوبة بعدما عاد ملك المغرب الشرعي محمد بن يوسف إلى عرشه سنة 1955، الذي توجه إلى السجن المركزي بالقنيطرة حيث كان يقيم المقاوم الأزرق بالزنزانة الشهيرة التي تحمل رقم 100 رفقة المقاومين الوطنيين من أمثال الفقيه البصري ورحال المسكيني وعبد الرحمان السكوري وغيرهم وأعطى أوامره المطاعة بإطلاق سراح الجميع. يقول المقاوم الحاج أحمد الأزرق البالغ من العمر حاليا 86 سنة، أنه يود أن يعيش لحظة تكريم معنوي رمزي يقام على شرفه إسوة برفاقه الذين نالوا هذا الشرف وهم على قيد الحياة، وقد وعده بذلك مشكورا الأستاذ مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عند استقباله له منذ عدة أسابيع مرفوقا ببعض أفراد أسرته وأصدقائه، لكن تم تأجيل هذا الحفل إلى موعد لاحق بعد أن كان سينظم بمدينة الجديدة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب لهذه السنة 2010. كما يرجو المقاوم الحاج الأزرق أن تعمل المندوبية السامية على ترشيحه لنيل الوسام الملكي، وذلك رغبة منه في أن يعيش هذه اللحظة التاريخية وهو على قيد الحياة رفقة أبنائه وأحفاده على حد تعبيره، خصوصا وبلادنا تستعد هذه الأيام للاحتفال بعيدين وطنيين عظيمين عيد المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال.