أكدت في مناسبة سابقة أن السلطات الإسبانية والمسؤولين في الإتحاد الأوربي يمارسون نوعا من الضغط أو لنقل كثيرا من الإبتزاز لإجبار المغرب على القبول بالتوقيع على تجديد اتفاقية الصيد من موقع ضعف، واختارا معا أن يقبضا من الجهة التي تؤلم المغاربة، ويتعلق الأمر بإدراج شواطئ أقاليمنا الجنوبية في هذه الإتفاقية بمعنى أنهم مارسوا ضغطا علينا بقضية السيادة المغربية على كافة أجزاء ترابه الوطني، وقلت إن الأمر لا يعدو أن يكون ضغطا وابتزازا، وإن الاتحاد الأوربي والسلطات الإسبانية سيقدمان على التوقيع على الإتفاقية كما هي وكما تم التوقيع عليها في مرات سابقة. هذا ما تؤشر جميع المعطيات على حصوله، فهما يتوسلان الآن من أجل القبول بالتوقيع على تجديد الإتفاقية. ولم تجد قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية من سبيل غير ذرف دموع التماسيح على القرار الذي اعلنت عنه الحكومة الإسبانية والقاضي بتأييدها تجديد اتفاق الصيد المبرم بين الاتحاد الأوربي والمغرب وعبر بيان صادر عن هذه الجبهة عن «خيبة الأمل». قد تكون قيادة البوليساريو الانفصالية اقتنعت الآن أن السلطات الإسبانية تتعامل ببراغماتيا مع قضاياها ومصالحها، ولذلك فإن السمك في هذه الحالة يصبح أكثر قيمة من كل شيء حتى من قادة الجبهة الانفصالية. الآن، أعتقد أنه مطلوب من السلطات المغربية أن تتعامل مع هذا الملف الساخن بكثير من البراغماتيا الإيجابية على كل حال، متحررة من أي ضغط أو ابتزاز، فالمغاربة يتفاوضون على قضية تهمهم وتعنيهم، ومهم جدا أن يقع التعامل بمقاربة شمولية تندرج في سياق علاقاتنا مع الاتحاد الأوربي والتي لا يمثل فيها ملف الصيد البحري إلا ملفا من ملفات أخرى كثيرة.