قال الوافي نوحي الباحث في مركز الدراسات التاريخية والبيئة التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في عرض ألقاه حول مأموريته العلمية إلى صنعاء يوم 24 فبراير الجاري بالرباط إن ذهابه إلى اليمن لم يكن بتاتا بهدف البحث عن أصول للأمازيغ هناك موضحا أن المغرب يتوفر على كل المصادر التي تغني الباحث عن ذلك. وأضاف نوحي في عرضه، الذي قدم له محمد آيت حمزة مدير مركز الدراسات التاريخية، أن البعثات التي تكون من هذا النوع لها ضوابط تحتكم إليها، مؤكدا أن سفره إلى اليمن كان باقتناع شخصي وإرادي بحيث تلقى دعوة في هذا الإطار وأرفقها بأرضية توضح سبب اختياره هذا البلد. وبخصوص المحاضرة التي ألقاها هناك، أوضح أنها كانت ملخصا للمعطيات التي تضمنها البحث الذي قام به في العديد من المناطق اليمنية خاصة المتاخمة للحدود العمانية، وذلك بطلب من مركز البحوث اليمنية بغية الإعلان عن النتائج المتوصل إليها. وأكد أن محافظ إقليم المهرة باليمن استقبله لمعرفة أسباب قدومه إلى اليمن ومعرفة كذلك طبيعة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي ينتمي إليه نوحي، وذكر أن مسألة الأصول التي تناقش الآن طرحت عليه خلال تقديمه لخلاصات بحثه، وقال إن المعهد الملكي سبق أن نظم ندوة في موضوع الأصول منذ 2008. وأعطى تفسيرا لذلك، معتبرا أن هناك أربع نظريات في هذا الموضوع، منها ما ترجع أصول الأمازيغ إلى الشرق ومنها ما يؤكد أن أصولهم أوروبية والنظرية الثالثة ترجع إلى الأصول الصحراوية والإفريقية والنظرية الرابعة تعتبر أصولهم من شمال إفريقيا لا غير. وتمحور عرض نوحي بمقر المعهد الملكي حول منطقة المهرة باليمن التي توجد على الحدود مع سلطنة عمان، وأوضح العديد من المعطيات حول العمارة اليمنية وتحدث عن أنواعها، بما في ذلك العمارة الحجرية والطينية، وأشار في اللقاء ذاته إلى اللغة المهرية واعتبرها لغة قديمة وذكر في هذا الصدد اللغة الظفارية والشعرية، وقال إن هذه اللغة لا تملك حروفا، خاصة بها وليست عربية وتتألف من 33 حرفا منطوقا. وخلال النقاش تكلم محمد المدلاوي الباحث في اللغات الإنسانية عن الحروف والأشكال التعبيرية والتشابه في هذه الأشكال بما في ذلك الموسيقى والأدب واللسانيات، أما عبدالسلام خلفي الباحث بالمعهد الملكي فقد تحدث عن الدراسات المقارنة، وقال إنه لا يجب أن نبني عليها استنتاجات قد تكون خاطئة في أغلب الأحيان، موضحا أنه بالإمكان وجود عناصر تشابه بين اللغات والمجتمعات، لكن مسألة الأصول لها بعد أسطوري أكثر منه علمي. وأكد الحسين المجاهد الكاتب العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن القصدية من مثل هذه البحوث تكون علمية بالأساس، يجب ألا تقارع بحجة أخرى غير علمية، ولأن المنطق الذي يحكم المأمورية العلمية التي يبرمجها المعهد الملكي مرتبطا بالبرامج المسطرة للمرفق الموكول له القيام بدوره العلمي، وليس هناك من محاسبة بعدية أو قبلية لذلك فيحتكم في مثل هذه الأمور إلى المردودية فقط، وأفاد أن المأموريات العلمية تدخل في إطار مسؤوليات مؤسسة المعهد الملكي الخاصة بالنهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين وذلك من منطلق علمي وبحثي، واعتبر مجاهد أن هذه البحوث لا يقوم بها أشباح، بل باحثون ينتمون إلى المعهد، كما ذكر أن توزيع المأموريات لا يرتكز على الأهواء، بل على معايير علمية مضبوطة. وتبقى الإشارة أن«العلم»سبق أن أصدرت مقالا بتاريخ 2010/12/22 بعنوان «باحث من المعهد الملكي يناقش العلاقة بين الأمازيغية والمهرية في صنعاء» والخبر مأخوذ كما أشير إلى ذلك عن موقع سبأنت الالكتروني، وتم التأكيد فيه على أن مؤسسة الإبداع للثقافة والفنون والآداب استضافت بصنعاء مساء السبت 2010/12/18 الباحث المغربي بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الوافي النوحي «وذكره الموقع باسم الناحي» الذي حاضر حول العلاقات الثقافية والحضارية التي ترتط الجمهورية اليمنية بالمملكة المغربية، والقواسم المشتركة في اللغة الأمازيغية واللغة المهرية. وحضر هذه المحاضرة رئيس جمعية الإخاء اليمنية المغربية يحيى العرشي وعضو مجلس الشورى الدكتور أحمد الأصبحي والسفير المغربي بصنعاء محمد حمة وعدد من المسؤولين. وفي 31 يناير الماضي حصلت «العلم» على نسخة من رسالة مفتوحة للكونغريس العالمي الأمازيغي موجهة إلى عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. واعتبر رشيد بوقسيم عضو المكتب الدولي والمجلس الفيدرالي للكونغريس العالمي الأمازيغي أن الرسالة استصغرت من قيمة الباحث، مؤكدا أن الكونغريس لا حق له في الحكم على مؤهلات شخص ما ويبقى موقف أي باحث موقفا محترما. وقد جاء في الرسالة أن المحاضرة التي ألقاها نوحي باليمن تخدش التاريخ والحضارة الأمازيغيتين وترجع عقارب ساعة الامازيغ، وذكرت الرسالة ذاتها أن الكونغرس الأمازيغي حقق في هذا الأمر وتأكد له أن أطروحة الباحث نوحي كانت في التاريخ الوسيط حول مخطوط الشريف الإدريسي وليست له أية أبحاث تاريخية فيما يخص تاريخ الامازيغ بصفة عامة وتاريخ المغرب بصفة خاصة، كما انه بعيد كل البعد عن علم الأصول، واللسانيات.