أفاد باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، اليوم الجمعة بالرباط، أن هناك نوعا من التشابه بين جوانب من عناصر التراث المادي في بعض المناطق بكل من المغرب واليمن. وذكر السيد الوافي نوحي، الباحث بمركز الدراسات التاريخية والبيئية بالمعهد، في عرض بعنوان "تاريخ المغرب من خلال الوثائق"، على إثر مهمة علمية قام بها إلى اليمن، أن هذه المهمة تندرج في إطار المهام العلمية التي يقوم بها الباحثون بالمعهد من أجل النهوض بالثقافة الأمازيغية. وأضاف السيد نوحي أن اختيار اليمن لهذا البحث العلمي تمليه عدة اعتبارات تعود إلى اهتمام المركز بالدراسات المقارنة، وخاصة ما يتعلق منها بالتراث المادي، مشيرا إلى أنه إلى جانب اليمن، فإن هناك دراسات مماثلة تجري بكل من تونس وليبيا. وأشار إلى أن اختيار اليمن يعود أيضا إلى ما يتردد من التشابه الحاصل بين مجموعة من المظاهر الثقافية بكل من اليمن والمغرب، وخاصة في المجال العمراني ومجالات أخرى تتصل بالعادات والتقاليد والحلي والأزياء وبعض مفردات اللغة. وذكر الباحث أن منطقة (المهرة) الموجودة في شرق اليمن تضم عددا من مظاهر الحياة الاجتماعية والعمرانية واللسانية القريبة ببعض مناطق الجنوب المغربي، مشيرا إلى أن هذا التقارب يهم بعض طرق وأدوات البناء، والحلي والأزياء التي ترتديها النساء، إلى جانب أسماء بعض الأماكن والمناطق كاسم صنعاء القديم "أزال"، ومنطقة "أشلوح"، وبعض أسماء الأشخاص. وأكد أن حروف "المسند" المنتشرة في منطقة المهرة قريبة من حروف تيفيناغ الأمازيغية، مبرزا أن عشرة من هذه الحروف تتفق مع حروف المسند في الشكل إلا أنها تختلف عنها في النطق. وذكر الباحث أن معطيات هذه الرحلة العلمية الاستطلاعية تنطوي على عدد من الملاحظات والانطباعات التي لا زالت في حاجة إلى مزيد من التمحيص والتعمق والبحث الميداني.