طالب عدد من القادة في العالم الرئيس المصري حسني مبارك بالإسراع في نقل السلطة، لضمان استقرار البلاد في وقت بدأت فيه الإدارة الأميركية التحضير لمرحلة ما بعد مبارك. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى البدء في عملية انتقال السلطة إلى حكومة واسعة التمثيل. وأعلن زعماء الاتحاد ، في بيان بعد اجتماعهم ببروكسل، أن على جميع الأطراف أن يظهروا ضبطا للنفس، ويتفادوا المزيد من العنف، ويبدأوا الانتقال المنظم للسلطة إلى حكومة واسعة التمثيل. وجدد الاتحاد استعداده لدعم العملية الانتقالية والتزامه بشراكة جديدة تشمل المزيد من الدعم في المستقبل للدول التي تسعى للإصلاحات السياسية والاقتصادية من خلال سياسة الجوار الأوروبية والشراكة من أجل المتوسط. ومن المقرر أن تتوجه كاثرين أشتون، مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد، إلى مصر وتونس ; لبحث اقتراحات تتعلق بعقد شراكات بين الدولتين مع الاتحاد. أما رئيس الوزراء البريطاني، ديفد كاميرون، فقد وصف الإجراءات، التي اتخذتها الحكومة المصرية ، بأنها غير كافية على طريق الانتقال السلمي للسلطة في مصر. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون، إلى «انتقال منظم وسلمي» للسلطة في مصر، مذكرا بأن المنظمة الدولية ظلت تحذر العالم العربي طوال سنوات من افتقاره للديمقراطية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بان قوله «ينبغي أن يتم أي انتقال بشكل سلمي ومنظم دون إحداث أي تخبط»، غير أنه لم يحدد إطارا زمنيا. بدورها ، طالبت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، نافي بيلاي، السلطات المصرية بالإصغاء لمطالب الشعب. ودعت بيلاي، في مؤتمر صحفي عقدته بجنيف، قوات الأمن المصرية لوقف تقويض أمن بلدهم الذي يجدر بهم خدمته، مضيفة أن التغيير في مصر آت كما حصل في تونس. من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، بالرئيس مبارك قائلا إنه «رجل عاقل» ، داعيا إلى عملية انتقال منظمة إلى الديمقراطية في مصر. وقال برلسكوني، في تصريح صحفي، «آمل أن يحدث في مصر انتقال إلى نظام أكثر ديمقراطية دون الاستغناء عن الرئيس مبارك الذي يعتبر في الغرب، وبالأخص في الولاياتالمتحدة أعقل الرجال، كما أنه يعتبر مرجعا». وكان برلسكوني وأربعة زعماء أوروبيين عبروا ، في بيان مشترك، عن «قلقهم العميق» بشأن الموقف في مصر وطالبوا «بانتقال سريع ومنظم للسلطة نحو تشكيل حكومة تمثل جميع الاتجاهات». وكان الرئيس مبارك قد قال في تصريح صحفي إنه يود الاستقالة من منصبه، لكنه يخشى إن فعل ذلك الآن أن تغرق بلاده في فوضى. في خضم هذا، بدأت الإدارة الأميركية التفكير للتحضير لمرحلة ما بعد مبارك بالتشاور مع كبار المسؤولين المصريين وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وفي هذا الإطار، أعلن مجلس الأمن القومي الأميركي أن المسؤولين الأميركيين ناقشوا مع نظرائهم المصريين سيناريوهات مختلفة لكيفية البدء في عملية انتقال سلمي للسلطة، مشددا على أن كافة القرارات ينبغي أن يتخذها الشعب المصري. ونقلت شبكة «سي أن أن» الأميركية عن الناطق باسم المجلس، تومي فيتور، قوله ناقشنا مع المصريين مجموعة من السبل المختلفة للدفع بتلك العملية (نقل السلطة) إلى الأمام ، لكن كل تلك القرارات يجب أن يتخذها الشعب المصري. وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد اعتبر أن الوقت قد حان للبدء في عملية انتقال سلمية ومنظمة وهادفة، مع إجراء مفاوضات ذات مصداقية وشاملة لكل الأطراف. تجدر الإشارة إلى أن مجلس الشيوخ الأميركي قد أصدر قرارا يدعو حسني مبارك إلى البدء في نقل السلطة إلى حكومة انتقالية شاملة. وفي سياق متصل، قال السناتور الجمهوري الأميركي، جون ماكين، إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة إذا لم يتنح الرئيس مبارك ومن بينها قطع المساعدات الأميركية عن مصر.