.. الحديث هذا الأسبوع يجرنا نحو البرامج الحوارية بالقناتين الأولى والثانية ونخص منها حوار بالقناة الأولى ثم مباشرة معكم ونقط على الحروف بالقناة الثانية، ولماذا الحديث عن هذه البرامج لأنها تعتبر حتى الآن أحسن مستوى من زمرة البرامج الأخرى العادية التي لاتحظى بالاهتمام كما هو الأمر بالنسبة للبرامج الثلاثة موضوع حديثنا. وكون أن اختيار ضيوف هذه البرامج ومواضيعها يعود لمعديها من الزملاء الصحفيين العاملين بالقناتين كما أن اختيار الضيف أو الضيوف يسير في نفس السياق، وهذا أمر لايمكن أن نتدخل فيه بقدرما يمكن القول عنه أنه يحتاج إلى دقة الإختيار والشمولية مادام أن نجاح أي برنامج حواري مرتبط بالحاضرين فيه، فإن الجانب الذي نود التطرق إليه هو دواعي تغيب المواطنين عن هذه البرامج والمقصود هنا ليس بالحاضرين على مدرجات الاستديو أو فضاء أحد الفنادق، بل من هم بالخارج الذين لمسنا من خلال مجالستنا لهم أنهم ومن فرط اهتمامهم بأحد البرامج المقدمة سواء تعلق ا لأمر بالمعد لها أو ضيوفه أو محاوريه، لهم من الأفكار والتعقيبات بل الأسئلة مالايهتدي إليه الحاضرون بالبلاطو إلا أنهم يقفون أمام إلغاء الاتصال بالبرامج مباشرة كسبب هو إصرار معدي هذه البرامج على عدم تمكين المواطنين بالمشاركة في المناقشات الجارية عبر الهاتف المباشر بفتح الخطوط وفسح المجال لهم للتدخل والرد وطرح الكثير من الحقائق والقضايا التي تغيب أو يقع تجنب الحديث عنها من المعدين والضيف أو الضيوف وحتى المحاورين في وقت نعلم فيه جميعا أن فئة المتتبعين لهذه البرامج الحوارية أغلبهم من الفئات المثقفة والسياسيين والمبدعين والفاعلين الجموعيين والطلبة الجامعيين وحتى من عامة المواطنين الذين يتمتعون بثقافة عامة ومسايرة دقيقة لكل ما يحدث داخل وخارج الوطن. فلماذا لم يفكر معدو هذه البرامج في تقويتها وإتساع رقعة مشاهديها بفتح الخطوط الهاتفية المباشرة للمشاركة وإبداء الرأي؟ سؤال لايمكننا الإجابة عنه لأنه يعني أصحاب هذه البرامج ومعهم بالدرجة الأولى مديرية البرمجة والإنتاج، والجميع له أن يستئنس بما هو جار بالإذاعة الوطنية وجهوياتها وكذلك الإذاعات الخاصة التي بادرت إلى فتح الخطوط الهاتفية لأغلب برامجها الحوارية والفنية والثقافية والطبية وحتى المتعلقة بالطبخ والسوق والمناسبات المختلفة لتمنح بذلك مستمعيها فرصة للمشاركة بالرأي والإقتراح كاسبة بهذا العمل المزيد من الإرتباط بهم، وهذا ما تفتقد له برامج التلفزة للأسف التي عليها أن تفكر في هذا جيداً حتى تحقق إضافة نوعية لمنتوج أصبح يكرر نفسه لم يعرف تطوراً ملموساً منذ ظهوره حتى الآن.