أصبحت مدينة المضيق الجميلة عبارة عن جوهرة متلألئة بفضل كل المنجزات التي تحققت فيها على يد جلالة الملك محمد السادس حتى أصبحت هي و المدن المجاورة لها في أبهى حلة مشرفة لكل المغاربة ومبهرة لكل الوافدين على المغرب من الخارج عبر ميناء مدينة سبتةالمحتلة. تزداد مدينة المضيق تلألؤا بأنشطتها و مشاريعها الثقافية و الفنية التي تحتضنها بين الحين و الآخر هذه الأنشطة الموجهة لأبنائها المتعطشين لها ،و شبابها المتحمس للمشاركة في تنظيمها بكل ما يملك من طاقة و كفاءة و رغبة في الرقي بهذه المدينة المطبوعة بطيبوبة سكانها وبالتعايش بين الديانات من خلال تواجد كنيسة لا تبعد إلا قليلا عن أحد المساجد، و التي مازالت تقام فيها الأعراس و بعض الطقوس الدينية، هذه المدينة التي كانت تتوفر هي أيضا على قاعة سينمائية "فيكتوريا" قبل أن يتم إغلاقها، و التي تتوفر على مسرح في طور الإنجاز و على مركب ثقافي نشيط احتضن خلال يومي السبت و الأحد الماضيين، أياما تكريمية لفعاليات سينمائية نظمتها "جمعية تمودابي" للسينما بالمضيق" بتعاون بين المجلس البلدي لمدينة المضيق و نادي " ف. س تطوان" و المركز السينمائي المغربي، و التي شملت أنشطة متنوعة من بينها تكريم المخرج السينمائي محمد إسماعيل و الناقد السينمائي الراحل نور الدين الكشطي الذي افتقدته الساحة السينمائية المغربية في السنة الماضية إثر حادثة سير أثناء عودته من مهرجان مارتيل، و قد كانت القاعة غاصة بالحاضرين من مختلف الأعمار و الذين من أبناء المدينة و من المدن المجاورة من بينهم صحافيون و مثقفون و رئيس المجلس البلدي و الكاتب العام للعمالة و ممثلو الهيآت المساهمة في تنظيم هذه التظاهرة السينمائية التي كانت مناسبة للدعوة إلى الاستمرار في تنظيم هذه التظاهرة و الدعوة إلى بناء قاعة سينمائية بالمدينة. و قد ازداد هذا الحفل إثارة و حرارة و استقطابا للجمهور بتواجد الفنانين محمد البسطاوي و عبد الكبير الركاكنة و جمال العبابسي و محمد الأثير، وتعذر على الفنان المقتدر الحضور في هذا النشاط بسبب الوعكة الصحية التي يمر منها شفاه الله . ألقيت كلمات و شهادات من طرف هؤلاء الفنانين و كاتب هذه السطور في حق المكرمين بإبراز عطاءاتهم و إسهاماتهم الملموسة في السينما المغربية. لم يقتصر هذا النشاط على فقرة التكريم فقط، بل تم عرض الفيلمين الطويلين "وبعد" و "أولاد البلاد" لمحمد إسماعيل، و الفيلم القصير " أصدقاء الجنرال فرانكو" لمصطفى الشعبي الذي سهر رفقة مساعديه على تنظيم هذه التظاهرة، و الفيلم القصير "إيزوران" للمخرج و الناقد السينمائي عز العرب العلوي الذي قام في هذا النشاط أيضا بتوقيع الكتاب الذي ألفه حول موضوع "المقاربة النقدية للخطاب السينمائي بالمغرب". كان هذا النشاط حميميا و مفيدا، وموفقا في حدود الضيق المالي و قلة الإمكانيات المادية التي وفرت له، و بالرغم من ذلك فقد بذل المنظمون جهدا كبيرا في توفير إقامة ملائمة لضيوف مدينة المضيق الجميلة.