أعلنت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، أن تقارير تفيد بوجود مقبرة جماعية ثالثة وسط كوت ديفوار. يأتي ذلك بينما تستمر الإدانة الدولية لقيام قوات موالية للرئيس المنتهية ولايته ، لوران غباغبو ، بمهاجمة وحرق عربات ومركبات تابعة للمنظمة الدولية في أبيدجان. وقالت نافي بيلاي للصحفيين في جنيف، إن قوات كوت ديفوار تمنع ممثليها وممثلي الأممالمتحدة من الوصول إلى موقع بالقرب من مدينة دالوا، وسط البلاد ، حيث يرجح وجود مقبرة جماعية. وسبق أن وجهت اتهامات لقوات غباغبو بشأن موقعين آخرين داخل أبيدحان وحولها. وتشتبه الأممالمتحدة بأن العديد من القتلى سقطوا على أيدي قوات أمن موالية للرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو ، أو مليشيات حليفة له أثناء الغارات التي تشنها ليلا على الأحياء، بالإضافة إلى خطف مئات آخرين. ورفض معسكر غباغبو مرارا التقارير بشأن المقابر الجماعية و»فرق الموت» ووصفها بأنها افتراءات من قبل حلفاء الرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا. وفي إطار ردود الفعل على مهاجمة وحرق عربات ومركبات تابعة للمنظمة الدولية في أبيدجان من طرف قوات موالية لغباغبو، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون ، تلك الهجمات. وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية ، مارتن نسيركي ، إن بان كي مون «قلق بشدة» بشأن سلسلة الحوادث التي استهدفت المنظمة الدولية، مشيرا إلى وقوع ست حوادث، بينها الهجمات التي وقعت في أبيدجان، حيث أحرقت مركبة عسكرية تابعة لبعثة الأممالمتحدة في كوت ديفوار. وكان نسيركي قال في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن الأمين العام يدين أيضا الاستخدام المتواصل لتلفزيون «آر.تي.آي» الحكومي للتحريض على العنف ضد بعثة حفظ السلام الأممية، بما في ذلك نشر معلومات زائفة تفيد بأن أفراد البعثة يقدمون الدعم الفعال لقوة مناوئة لغباغبو، تعرف باسم «جنود القوات الجديدة». ولفت إلى أن الأمين العام جدد تحذيره لأولئك المسؤولين عن تنظيم وتنفيذ الهجمات ضد الأممالمتحدة، مجددا تحذيرات سابقة بأن الهجوم على قوات حفظ السلام وتدمير الأصول المخصصة لحماية المدنيين هي جريمة تحت طائلة القانون الدولي. وللأمم المتحدة هناك قوات يبلغ قوامها عشرة آلاف فرد، كما يتمركز مئات الجنود بمقر وتارا والمنطقة المحيطة بالمقر في فندق غولف حيث يتعرضون فعليا لحصار من قوات غباغبو. من جهتها، أدانت الولاياتالمتحدة الهجمات على أفراد قوة حفظ السلام الأممية في كوت ديفوار. واتهم المتحدث باسم الخارجية ، بي.جيه كراولي، غباغبو وحلفاءه بمحاولة «إثارة شعور مناوئ للأمم المتحدة» في كوت ديفوار، قائلا إن الولاياتالمتحدة تدين بشدة الهجمات على قوات حفظ السلام. وأوضح كراولي أن الولاياتالمتحدة قبلت تعيين وتارا سفيرا لبلاده لدى واشنطن، وتتوقع وصول هذا السفير إلى العاصمة الأميركية في الأسابيع المقبلة. ودعمت الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة ومعظم المجتمع الدولي الحسن وتارا باعتباره الرئيس المنتخب حديثا لكوت ديفوار، رغم أن غباغبو لا يزال يحكم السيطرة على البلاد. ومنذ اندلاع الأزمة، ذكرت مصادر أممية أن أكثر من 200 شخص قتلوا -غالبيتهم من أنصار وتارا- إثر اقتحام قوات الأمن والجيش المؤيدة لغباغبو أحياء يسكنها أنصار المعارضة. كما تحدثت المنظمة الدولية عن فرار أكثر من 20 ألف شخص باتجاه ليبيريا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وأعربت عن قلقها حيال أنباء تشير إلى تعرض المئات للخطف والاعتقال في سجون سرية.