أفادت مصادر نقابية أن عدة محافظات تونسية شهدت إضرابا عاما ، وهي محافظات القصرين وصفاقس وقابس ، بينما يتم تنظيم إضراب عام , اليوم لخميس، في محافظتي القيروان وجندوبة، وفي تونس العاصمة سيكون غدا الجمعة يوم إضراب عام. وأضافت نفس المصادر أن الاحتجاجات تواصلت في مدينة بن قردان على الحدود مع ليبيا ، وفي محافظة باجة. ويأتي تنظيم هذه الإضرابات بعد أن وافقت المركزية النقابية على ذلك، وفق ما أوضحته نفس المصادر. وقد طالب الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له بضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لمحاسبة كل من أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين ، وفك الحصار الأمني على بعض المناطق . وأكد الاتحاد تمسكه بالحق في حرية التعبير، وفي التظاهر السلمي من أجل الحقوق المشروعة طبقا للمواثيق الدولية ودستور البلاد. وحسب شهود عيان، فإن قوات الأمن أطلقت الرصاص خلال اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في حيَّيْ التضامن والانطلاقة بالعاصمة تونس. أما مراسل رويترز فقال أنه شاهد في حي التضامن، مئات الشبان يحاولون الهجوم على مبنى للسلطة المحلية، مضيفا أن الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء، و الغاز المسيل للدموع بهدف إبعاد المتظاهرين عن المبنى. من ناحيتها، قالت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان إن العدد الإجمالي للقتلى في حدود خمسين شخصا منذ انطلاقة الاحتجاجات، بينما صرّح وزير الاتصال التونسي، سمير العبيدي، في مؤتمر صِحفي, أن إجمالي عدد القتلى لم يتجاوز 21 شخصا. وقال العبيدي إن ما سماها حركات التطرف الديني والحركات المتطرفة من اليسار، تسللت إلى هذه الاحتجاجات، ودفعتها إلى العنف. وفي ردود الفعل الدولية على الأحداث التي تعرفها تونس، أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها عمّا وصفته بالاستخدام المفرط للقوة هناك. وقالت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون إن بلادها قلقة إجمالا من عدم الاستقرار في تونس, وليست لديها اتصالات مع القيادة التونسية في الوقت الراهن. كما أعربت الحكومة الإسبانية عن قلقها العميق، وعبّرت عن تضامنها مع أسر القتلى والجرحى. وأعربت رنسا عن أسفها لأعمال العنف، ودعت إلى الهدوء لأنّه وحده الكفيل بحل المشكلات. كما عبّرت بريطانيا عن أسفها لوقوع خسائر بشرية، ودعت إلى ضبط النفس. ونفس الموقف صدرعن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مُبديًا أسفه لتصاعد أعمال العنف في البلاد. أما وزيرة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، والمفوض الأوروبي لشؤون التوسعة وسياسة الجوار ، ستيفان فول، فقد أصدرا بيانا يدعو إلى الحوار والتحقيق بالأحداث. وحذرت ألمانيا رعاياها من السفر إلى تونس أو الجزائر. وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت إلى توفير الحماية اللازمة للمحتجين. من جهة أخرى، أكد مصدر في وزارة الداخلية والتنمية المحلية التونسية ، في بيان، أن مدينة القصرين شهدت «أعمال شغب وحرق استهدفت مركزي شرطة بحي النور وحي الزهور ، من طرف مسلحين بالعصي والزجاجات الحارقة وقضبان من الحديد». وأفادت مصادر إعلامية بتونس أن الشرطة منعت الصحفيين من التظاهر أمام مقر نقابتهم للتعبير عن احتجاجهم على قتل المدنيين بالرصاص في مدن تونسية ، كما اعتدت على مجموعة من الفنانين حاولوا التظاهر رمزيا وسط العاصمة. وإزاء هذا الوضع ، قررت السلطات التونسية إغلاق كافة المؤسسات التعليمية لمدة غير محددة. وفي سياق ذلك أعلنت الحكومة التونسية أن عدد قتلى الاحتجاجات الاجتماعية في تونس خلال الأيام الثلاثة بلغ 21 قتيلا، واصفة التقارير التي تشير إلى أن العدد أكبر بأنها خاطئة. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ، قد وصفما يجري في بلاده بأنه «عمل إرهابي»، معلنا في نفس الوقت عدة قرارات وإجراءات لمعالجة مشكلة البطالة في بلاده. تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات انطلقت يوم 18 دجنبر الماضي من مدينة سيدي بوزيد (265 كلم جنوبتونس العاصمة) بعد إقدام بائع متجول على الانتحار بإحراق نفسه...