تناولت بعض الصحف البريطانية والأميركية الشأن السوداني بالنقد والتحليل، وأشار بعضها إلى الخطر الذي يتوعد القارة السمراء إذا ما انفصل جنوب السودان، وقالت أخرى إن الشأن السوداني يشبه حجر الدومينو بالنسبة لكامل دول القارة. فقد تساءلت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية عما إن كان انفصال جنوب السودان عن البلاد الأم من شأنه أن يؤدي إلى بلقنة القارة الأفريقية؟ حيث يرى البعض أن الانفصال قد يشجع الانفصاليين الآخرين في القارة السمراء. فإذا انفصل جنوب السودان، فلماذا لا ينفصل جنوب نيجيريا؟ أو شمال كوت ديفوار؟ أو تنفصل الكونغو إلى دويلات؟ حيث ترى الصحيفة أنه سيكون للاستفتاء السوداني صدى كبير في شتى البلدان الإفريقية، مما ينذر بأن الحدود التي صنعها الاستعمار لم تعد تحتفظ بالصبغة الدائمة. يقول رئيس مجلس حقوق الإنسان في نيجيريا ، شيهو ساني، إن الاستفتاء في السودان قد يكون له أثر حجر الدومينو، حيث تؤثر حركة حجر واحد على بقية الأحجار بشكل تلقائي. وأضافت «ذي غاريان» أن أكبر الأثر لانفصال السودان، سيكون على دول غرب أفريقيا ، حيث تشهد البلاد تنوعا كبيرا من التعددية الثقافية والعرقية، بالإضافة إلى مختلف أنواع الأزمات والمشاكل السياسية العالقة. أما الكاتبة آنا هوساركا ، فتقول إن السودان قد خرج حديثا من أتون حرب أهلية استمرت عشرين عاما ، وأسفرت عن مقتل أكثر من مليوني إنسان في أكثر الدول فقرا في العالم. وأضافت هوساركا في مقال نشرته لها صحيفة «لوس أنجلوس» الأميركية، أن المجتمع الدولي قرر أن يفعل كل ما هو ممكن من أجل الدولة الوليدة، فالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمانحون الرئيسيون وخاصة الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج وهولندا، كلهم قرروا أن يفعلوا أي شيء ممكن لإنجاح ولادة الدولة الجديدة. وأشارت الكاتبة إلى ما وصفتها بالأوضاع المأساوية في جنوب السودان، موضحة أن أهالي المنطقة كانوا إما منشغلين في حروب، وإما فارين من جحيمها، وأن الشؤون الصحية والمائية والتعليمية وشؤون الصرف الصحي كلها تدار عن طريق منظمات غير حكومية، وأن أهالي الجنوب لا يستطيعون إدارة شؤون دولتهم الجديدة من تلقاء أنفسهم.