ما زالت الحكومة الجزائرية تبحث عن سبيل لنزع فتيل الاضطرابات والاحتجاجات على ارتفاع الأسعار, وأعلنت أنها ستخفض الضرائب ورسوم الواردات على بعض السلع الغذائية الأساسية للسيطرة على أسعارها. وقد ارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات إلى ثلاثة قتلى ومئات الجرحى. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، عن بيان حكومي، أن اجتماعا للوزراء وافق على اتخاذ إجراءات ستخفض أسعار السكر والزيت بنسبة 41%. وفي هذا الصدد, أعلنت الحكومة تعليق ضريبة القيمة المضافة على واردات السكر الأبيض حتى 31 غشت المقبل, " على أمل وضع حد للوضعية الراهنة التي تتميز بشبه احتكار لمادة السكر في السوق المحلية". وحسب البيان الحكومي، فإن ارتفاع الأسعار غير مبرر، وقال إن أسعار السكر والزيوت الغذائية في السوق الدولية "لا يمكن لوحدها أن تكون سببا يبرر الزيادات المفاجئة في أسعار بيع هذه المواد بالتجزئة التي طغت في الأيام العشرة الأخيرة". وبالنسبة لحصيلة ضحايا المواجهات مع قوات الأمن، فقد ارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات إلى ثلاثة قتلى ومئات الجرحى, بعد العثور على جثة شخص داخل فندق تعرض للحرق بالكامل من قبل متظاهرين, وذلك طبقا لما أعلنه وزير الداخلية الجزائري، دحو ولد قابلية، . وقال في تصريح للتلفزيون الجزائري الرسمي إن عناصر الدفاع المدني عثرت على الجثة متفحمة بالكامل في فندق بمدينة تجلابين، الواقعة على بعد 45 كلم من العاصمة الجزائرية. وقد أعلن ولد قابلية من قبل عن مقتل متظاهرين اثنين، وإصابة مائة آخرين، و320 من عناصر الأمن في الاصطدامات التي اندلعت في عدة ولايات جزائرية خلال الأيام الأربعة الأخيرة احتجاجا على غلاء المعيشة. من جهتها، ذكرت صحيفة« الخبر»الجزائرية في موقعها الإلكتروني، أن الاشتباكات، التي وقعت في مدينة بوسماعيل، تسببت أيضا في إصابة شرطييْن بحروق بليغة بعدما ألقى عليهما متظاهرون زجاجات حارقة. وقد عززت قوات الأمن الجزائرية وجودها في مختلف أحياء العاصمة ومختلف المدن الجزائرية ، بعد مظاهرات ومصادمات بين الشبان الغاضبين على ارتفاع الأسعار وقوات مكافحة الشغب. كما انتشرت وحدات من قوات مكافحة الشغب، وفرق الشرطة العلمية، ورجال يرتدون الزي المدني، في المناطق التي هزها العنف بالعاصمةوكانت مسرحا له. وطالت التعزيزات الأمنية المكثفة المديرية العامة للأمن الوطني -وهي المقر المركزي للشرطة- ، وكذا مراكز الأمن بمختلف المدن . وقد أحرق المحتجون فرع شركة «رونو» الفرنسية للسيارات، وعشرات السيارات في حي باب الواد بالعاصمة الجزائر، وتعرض مقر بلدية وهران، ومنشآت حكومية، للرشق بالحجارة. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن اشتباكات اندلعت بعد حلول الظلام بالعاصمة في حي باب الواد عندما رشق عشرات الشبان بالحجارة مركزا للشرطة، وأشعلوا النار في متجر لبيع السيارات، ودمروا عشرات السيارات. وأضافت ، نقلا عن شاهد عيان، أنهم "ألقوا الحجارة على شرطة مكافحة الشغب في المنطقة، ودمروا مرآبا للحافلات" كما وضعوا حواجز من الإطارات المشتعلة على الطرق لمنع قوات الأمن من الوصول. وكانت أحياء في العاصمة ومناطق أخرى من البلاد، كولايتي وهران، والجلفة ، قد شهدت مواجهات عنيفة ، أسفرت عن خسائر في المحلات التجارية والسيارات، فضلا عن أعمال سلب هنا وهناك. وكان وزير التجارة الجزائري، مصطفى بن بادة، قد عقد اجتماعا طارئا ، ضم كبار الصناعيين الجزائريين، للنظر في خفض الأسعار. وأعلن الوزير عن اجتماع يعقده مجلس الوزراء في قضية ارتفاع الأسعار . كما صرح ق الوزير المذكور بأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ليس خاصا بالجزائر، بل هو جزء من اتجاه في جميع أنحاء العالم . وكانت أسعار الخبز والدقيق قد ارتفعت وسط نقص في القمح، إضافة إلى ارتفاع سعر الزيت والسكر، في وقت أعلنت فيه الحكومة عن برامج تنمية بلغت قيمتها 286 مليار دولار للفترة الممتدة من 2010 حتى 2014، فضلا عن وجود احتياطي من النقد الأجنبي بلغ 157 مليار دولار أميركي .