ابرز محمد العربي المساري الكاتب والصحفي والوزير السابق ، في ندوة حول موضوع "الدعاية السياسية و الإعلام" نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط يوم الجمعة الماضي ، أن الحملة الإعلامية الشرسة التي قادتها وسائل الإعلام الاسبانية ضد المغرب، عقب إحداث كديم ازيك الأخيرة قد بينت ان الإعلام الاسباني بمختلف أجناسه، قد و قع في انزلاقات وممارسات مطبوعة بالشراسة والتحيز في المواقف، ولا تتورع عن الكذب عندما يتعلق الأمر بمصالح المغرب وقضاياه، والتي نجحت اسبانيا في ان تحقق حولها اجماعا شعبيا. وأوضح المساري، ان تغطية الإعلام الاسباني لإحداث العيون الأخيرة والمطبوعة بالإيديولوجية السياسية، قد أدت إلى قتل المهنية في العمل الإعلامي، فيما يخص التعامل مع الأحداث وذلك من خلال حملات متواصلة مصحوبة بالاستهتار والإباحية،. مضيفا أن استطلاع الرأي العام الاسباني الذي قامت به وكالة "سيكما" حول المغرب، قد بين ان80 بالمائة من الاسبان يعتبرون ان المغرب متساهل كثيرا في مسالة تهريب المخدرات، وان 83.3بالمائة منهم أكدت أن المغرب يشجع الهجرة السرية، فيما ذهبت 63بالمائة إلى القول بان المغرب يشجع الإرهاب ، في مقابل 25 بالمائة فقط ذهبت عكس دلك. وأشار المساري إلى أن معهد "الكانو"للعلاقات الخارجية ، قد وصف في شهر ديسمبر الأخير المغرب كدولة سيئة بالنسبة لاسبانيا، و هو ما يظهر ان المغرب مازال محط انتقاد شديد من طرف الإعلام الاسباني ، والذي يعكس اقتناعات تتقاطع مع الثقافة السائدة في اسبانيا مند خمسين سنة والتي تعتبر ان المغرب بلد يمارس الإقصاء ويصدر المهاجرين. من جهة أخرى ، اكد عبد الله ساعف رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، بأنه لا يمكن فهم وتفسير الحملات الأخيرة للإعلام الاسباني ضد المغرب، إلا من خلال فهم طبيعة العلاقة الرأسمالية والاقتصادية التي تربط كبريات المؤسسات الإعلامية، بالعديد من المجموعات المالية المتحكمة في وسائل الإعلام الاسبانية. وتظهر العلاقة التي بان هناك صراع للتحكم في التوجه العام للحقل الإعلامي الاسباني، وهو ما لا يتلاءم حسب قوله مع التجربة الديمقراطية لاسبانيا. مشيرا إلى انه يتعين لفهم الحملات الإعلامية الاسبانية تجاه المغرب العودة إلى بعض المعطيات المتعلقة أساسا بالمرجعية التاريخية المتمثلة، في الدلالات و الامتدادات السياسية لسلسلة من الأحداث التاريخية التي وقعت في الماضي. وابرز ساعف أن مسالة الجوار مسالة تفسر بجلاء مشاعر الحقد ،الذي يكنه الإعلام الاسباني للمغرب وذلك على غرار بعض النماذج العالمية الكبرى، كنموذج تركيا و اليونان، وشدد على ضرورة نهج أسلوب الحوار، وعدم تضخيم مكانة المغرب في أعين اسبانيا. وفي سياق متصل ،أكد عبد المنعم الديلمي الرئيس المدير العام لمجموعة (إيكوميديا، أن المغرب لم يتصرف كما يجب إزاء الحملات الإعلامية الاسبانية الأخيرة ،وذلك فيما يخص دراسة المواطنين الإسبان ونظرة الرأي العام الاسباني للمغرب، وأشار أن المغرب يحتاج إلى بناء صورة سياسية وإستراتيجية جديدة ، للدفاع عن مصالحه وقضاياه تقطع مع الصورة النمطية، التي كونها الغرب عموما عن المغرب. من حهته ، تطرق يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، لعلاقة النقابة بفيدرالية الصحفيين الاسبانيين، حيث أشار إلى أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية قد سبق لها وان دعت فيدرالية الصحفيين الاسبانيين إلى ضرورة الاشتغال وتنظيم لقاءات للنقاش حول أخلاقيات المهنة، والمنع المتكرر للصحفيين الإسبان، من ولوج التراب المغربي لكن يضيف مجاهد، لم تجب الفيدرالية وفضلت الصمت بل تمادى الصحفيون الاسبان في حملاتهم ضد المغرب، حتى بعد أن فسح لهم المجال لتغطية الأحداث فوق ترابه. وأشار مجاهد ،إلى أن الخلل يكمن في سياسة المغرب الدفاعية والمتعلقة أساسا بعدم استغلال وسائل الإعلام العمومية للدفاع عن مصالح المغرب، بالإضافة إلى غياب دراسات للمجتمع الاسباني ولوسائل الإعلام لمعرفة كيفية اشتغالها ومدى استقلاليتها عن مراكز النفوذ، مشيرا إلى أن الحملات الإعلامية الأخيرة كان وراءها روؤساء التحرير في مجموعة من المنابر الإعلامية الاسبانية والذين يحددون طريقة التعامل والمعالجة الإعلامية للإحداث . . وأوضح مجاهد أن مجموعة من وسائل الإعلام الاسبانية، تعتمد في تغطيتها لمجموعة من الإحداث التي تهم المغرب، إما على منظمات حقوقية في الصحراء أو الحصول على الأخبار عن طريق الهاتف، أو الانترنيت، مع التوظيف وبطريقة انتقائية لجميع الموضوعات، و القضايا المطروحة بالمغرب بشكل منهجي، وعن سبق الإصرار والترصد. إضافة إلى الاستغلال اللااخلاقي لورقة حقوق الإنسان وبعض الصيغ العصرية كمصطلحات الإبادة و التطهير العرقي كما حدث مؤخرا في مخيم كديم ازيك بمدينة العيون.