... مباريات الذهاب مباريات «مسّوسة» وينقصها شيء من الملح للرفع من مستواها. فملح مباريات كرة القدم هي الأهداف لكن الملاحظ أن مهاجمينا وهدافينا أقلعوا عن التهديف وكأنهم خاضعون لريجيم بدون أهداف. لحد الآن أجريت ما يقارب 120 مباراة وبالنسبة لكثير من الفرق لم تكن النتائج في المستوى المأمول فيما يخص تسجيل الأهداف، فمجموع الأهداف المسجلة خلال المباريات لم يتجاوز 200 إصابة وهو ما لاينبئ بمستوى جيد، فعلى المستوى الفردي أحسن هداف يتوفر في رصيده على 7 أهداف أي بمعدل 0.4 في كل مباراة وهو ما يوحي بأن فرقنا تلعب بدون مهاجمين وهدافين. أحسن ما برع فيه هؤلاء المهاجمون هو خضوعهم لريجيم أو حمية المسوس، فالمهاجمون تراهم يجرون وراء الكرة بدون هدف ولا تهديف، كما تراهم يتظاهرون بالسقوط للتحايل على الحكم، فكلما سقط مهاجم، أرضا جراء أبسط احتكاك تراه يتدور يمينا وشمالا أكثر من 10 مرات بسبب هذه السقطة، حتى يعتقد البعض أن اللاعب سيتوقف عن اللعب بصفة نهائية. إلا أن العكس هو الذي سيحصل فبمجرد استئناف اللعب يقوم اللاعب في حينه ويواصل اللعب إلى حين انتهاء المقابلة وكأن شيئا لم يكن. اللاعب المهاجم الهداف عندما يدخل ضمن تشكيلة الفريق فإن مهمته تنحصر في التهديف، لذا يجب أن يعتمد الفنية والمهارة بمداعبة الكرة، والتحايل على الدفاع وحارس مرمى الخصم، وليس التحايل على الحكم لجعله يحتسب خطأ ضربات أخطاء أو جزاء ليست مضمونة التسجيل. حتى وإن كان الأمر لا يستدعي مقارنة بين مهاجمينا ومهاجمي الأندية الأوروبية لكثرة الفوارق »نظاما وممارسة ووضعا اجتماعيا...« فإن هدافينا من كثرة خضوعهم ل «الريجيم» بدون أهداف لم يعرفوا صفة )الهاتريك( 3 أهداف في مباراة واحدة. ما يفوق 1000 مهاجم بما فيهم البدلاء شاركوا في مباريات الشطر الأول التي بلغت 118 مباراة تم خلالها تسجيل 197 هدف دون احتساب مباراتين ناقصتين للفتح الرياضي. وإذا سارت بطولتنا على هذا النهج فإن ترتيب الهدافين سيكون دون المستوى ونبقى بعيدين عن الأرقام التي حققها البوساتي، عسيلة، فرس، فرتوت، ناظر أسماء كانت لا تعرف غير الشباك وجهة لإعطاء المقابلة طعمها الخاص. لذا على مهاجمينا إن أرادوا إعداد مقابلة لها طعمها الخاص عليهم التخلي عن ريجيم المسوس وتسجيل الأهداف التي هي ملح المقابلات التي ستكون وراء إقبال الجماهير التي ترغب في متابعة مقابلات لها ذوق وطعم متميز.