التدخين ضار بالصحة، هذا أمر بات معروفاً وشائعاً، والتدخين السلبي أيضاً بات خطراً لا يخفى على أحد. غير أنّ دراسة أمريكية منبثقة من أبحاث أجريت في جامعة شنغهاي الصينية بيّنت حقيقة مثيرة للغاية، وهي أن نسبة لا بأس بها من النساء اللاتي يفارقن الحياة مبكراً هنّ ضحايا تدخين الزوج. وقد توصلت الدراسة الصادرة عن جامعة فاندربيلت الأمريكية إلى أنّ المرأة التي تعيش مع زوج مدخّن، عليها أن تدفع بضع سنوات من عمرها ثمناً لسكوتها عن إدمان زوجها على التبغ. والبديل لذلك هو أن تبادر زوجة المدخن إلى إقناعه بترك التدخين حفاظاً على صحته.. وعلى حياتها. وكشفت الدراسة نفسها عن أنّ النساء اللاتي يعشن حياة صحية ويركِّزن على الطعام الصحي والرياضة والنوم الكافي يعشن حياة أطول، ويعشن حياة أفضل كذلك. وأشار باحثون شاركوا في الدراسة إلى أنّهم أضافوا عنصر تدخين الزوج كأحد العناصر التي "تقصف" عمر الزوجة. واشتملت الدراسة على بحث الملفات الطبية لنحو 71 ألف إمرأة عامي 1996 و2000، تتراوح أعمارهنّ بين 40 و70 سنة. وقام الباحثون بمقارنة أوزان النساء عند وفاتهنّ، فتبين أنّ نسبة النساء اللاتي فارقن الحياة وهنّ بدينات أكبر من النساء اللاتي متن وهنّ نحيفات. وتشير دراسة أخرى إلى أنّ نسبة النساء اللاتي يمتن بسبب التدخين السلبي (تدخين الزوج) في آسيا عموماً وفي الصين خصوصاً، أكبر من النسبة في أوروبا وأمريكا. ويدل ذلك على أنّ المرأة غير المدخنة في الغرب تستطيع حماية نفسها من التدخين السلبي بأن تفرض على الزوج التدخين خارج المنزل، أمّا في آسيا فإنّ الزوج هو الذي يفرض سلوكه بأن يدخن في البيت. وبناء على ذلك يوصي الخبراء بأن يكون تدخين أحد الزوجين أو كليهما جزءاً من الحوارات التي يجب أن تصل إلى تفاهم حول مكان التدخين، بل حول ما إذا كان يتعين على المدخن الإقلاع عن عادته. وإذا كان هذا تأثير التدخين في الشريك الزوجي، فإن تأثيره في الأطفال يغدو مؤكداً.