عبر الفنان عبد الوهاب الدكالي، عميد الأغنية المغربية، عن"بالغ اعتزازه وفخره" لما لقيه من تكريم من قبل مهرجان (أيام قرطاج الموسيقية)، معتبرا أن هذا التكريم هو في الآن ذاته تكريم للأغنية المغربية والعربية، وأيضا لأسرة الفن وعشاق الطرب الأصيل في المنطقة المغاربية والوطني العربي ككل. وقال عبد الوهاب الدكالي ، الذي تسلم من وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي، عبد الرؤوف الباسطي ، درع التكريم ، في ختام فعاليات المهرجان، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن (أيام قرطاج الموسيقية)، في دورتها الأولى، "ولدت كبيرة"، بما جمعته من مبدعين وطاقات فنية واعدة ومتميزة ، سواء في مجال الأداء أو التلحين أو الشعر . وأضاف الفنان المغربي، الذي اختير أيضا لعضوية لجنة تحكيم مسابقات المهرجان، أن هذه الأخيرة كانت مرتاحة للمستوى الفني العالي للأعمال المشاركة ، لدرجة جعل مهمتها صعبة في التمييز بين المتنافسين على جوائز المهرجان. وأعرب عن أمله في أن تساهم هذه التظاهرة الفنية، التي تميزت بإعطاء مكانة خاصة للأغنية المغاربية ، في الإسهام في إثراء وتطوير الحقل الفني المغاربي ، بالنظر لما سيكون لها من وقع طيب وإيجابي لدى الجمهور ومختلف الفاعلين في هذا المجال، معتبرا أن مثل هذه الملتقيات من شأنها أن تفسح الباب أمام التقارب والتلاقي بين ألوان فنية ثرية وطاقات إبداعية متنوعة تزخر بها بلدان المغرب العربي، الأمر الذي سيمكن من التواصل بين الشعراء وكتاب الكلمات والملحنين والمطربين للتعارف أكثر وتبادل التجارب والخبرات في المجال الفني بصفة عامة. وبعد أن شدد على أن الفاعلين في الميدان الفني والإبداعي على مستوى المغرب العربي الكبير يحدوهم الأمل في أن يتحقق هذا الحلم المغاربي الذي طالما راود الأجيال المتعاقبة ، أضاف قائلا ،"وكم كنت أنا شخصيا معتزا وفخورا لما طلبوا مني في وقت من الأوقات تلحين نشيد الاتحاد المغاربي". وعن المشاركة المغربية في المهرجان ، يرى عبد الوهاب الدكالي أن هذه المشاركة تميزت بتقديم "أعمال فنية قوية وأصوات طيبة واعدة تدعو إلى التفاؤل بمستقبل الأغنية المغربية سواء على مستوى الكلمات أو الألحان والأداء" . غير أن الفنان المغربي اعتبر أن الأغنية المغربية بصفة عامة " تعرف نوعا من الركود نتيجة عدة عوامل، من بينها هذه التخمة من الإنتاج القادمة من الشرق، والتي أصبحت تفرض نفسها في السوق وفي الحفلات والمهرجانات، حيث صار الفن اليوم، عملية تجارية يتحكم فيها منطق السوق". وعما إذا كان له جديد ، قال عبد الوهاب إنه يوجد في مرحلة "التفكير والتأمل" في مشروع أغنية سوف يرى النور خلال سنة 2011 ، من خلال بلورة بعض الأفكار التي تتناول موضوع عشق الإنسان للإنسان وما يقابله العاشق ، رغم إخلاصه وصدق مشاعره ، من استهزاء ولا مبالاة من الآخر، وهو ما يجعله يشعر بالمرارة ، فيكون رد فعله على قد ازدراء المعشوق . يذكر أن عبد الوهاب الدكالي (69 سنة) ، الذي راكم نحو نصف قرن من العمل الدؤوب في مجال الإبداع الفني بتلويناته المختلفة وعلى رأسها الغناء والتلحين، ونال عن جدارة لقب عميد الأغنية المغربية، قد دخل نادي عمالقة الطرب العربي . ففي سنة 1991 ، نال لقب شخصية العالم العربي ، في استفتاء أجرته إحدى المجلات العربية المرموقة، وفي عام 1993 فاز للمرة الثانية بالجائزة الكبرى للمهرجان الثالث للأغنية المغربية في مراكش، كما حصل على الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للأغنية في القاهرة سنة 1997 عن أغنيته (سوق البشرية).