من حيث الشكل قيل إن الاتحاد المغربي للشغل هو الذي دعا إلى وقفة احتجاجية نظمت يوم الجمعة الماضي للاحتجاج على تردي أحوال الطريق الجهوية رقم 408 الرابطة ما بين سوق أربعاء الغرب والمجاعرة، إلا أن الحقيقة كانت غير ذلك حيث تحركت هيئة سياسية معينة وسخرت نقابة سيارات الأجرة الكبيرة التابعة للاتحاد المغربي للشغل، وعلى كل حال كانت الهيئة السياسية الوحيدة التي حضرت إلى الوقفة بيد أن جميع الهيئات السياسية الوطنية الديمقراطية قاطعتها، لأنها أدركت عمق اللعبة التي يقودها الحزب الإداري الجديد على المستوى الوطني. ومن حيث الموضوع فإن المعطيات تؤكد أن الوضع أخطر من ذلك بكثير، حيث تفطنت هذه الهيئة السياسية التي تمارس السياسة بطريقتها الخاصة وبأخلاقها المتفردة أن تستغل الفرصة لممارسة التعتيم والتضليل، ذلك أن الطريق موضوع الوقفة الاحتجاجية ستنطلق الأشغال قريبا جدا لإصلاحها، والهدف من الوقفة يكمن في أنه حينما تنطلق الأشغال يقال إن الوقفة الاحتجاجية هي التي جاءت لهذا الإصلاح. ويذكر أن المصالح الإقليمية لوزارة التجهيز والنقل كانت قد أنجزت الدراسة المتعلقة بإصلاح هذه الطريق، وأعلنت المناقصة ورست الصفقة على إحدى الشركات، وكان يرتقب أن تنطلق الأشغال في نهاية السنة الجارية لكن الشركة الفائزة تخلت عن الصفقة مما حتم على الوزارة إعادتها، ورست الصفقة على مقاولة أخرى، وأصبح كل شيء جاهزاً وأن أشغال الشطر الأول المتعلقة بالمنشآت الفنية ستنطلق خلال الأسابيع القليلة القادمة. المثير حقا للاستغراب أن منتخبين محليين وإقليميين تابعين للهيئة السياسية المعلومة شاركوا وأطروا الوقفة الاحتجاجية، بيد أنهم لم يبذلوا أي جهد يذكر على المستويات المحلية والإقليمية لحل هذه المشكلة، وهو على كل حال تقليد جديد يبشر به هذا الحزب الجديد الذي استخدم نقابة الاتحاد المغربي للشغل لتصفية حسابات سياسية صرفة.