تؤدي سمنة الأطفال إلى مشاكل عديدة أبرزها مرض السكر ، وهنا يأتي دور الأم لوقاية أطفالها من مخاطر بعض الأطعمة والعادات الغذائية السيئة . وتؤكد د. مني سالم أستاذ طب الاطفال بجامعة عين شمس أن السمنة في الاطفال صغار السن "في السنوات الثلاث الأولي من العمر" تختلف عنها في الكبار حيث تحدث في هؤلاء الصغار زيادة في عدد الخلايا الدهنية في الجسم وليس فقط محتوي هذه الخلايا من الدهون كما في الكبار وذلك يزيد من صعوبة التخلص من الوزن الزائد عند الكبار وعادة ما يكون الطفل السمين بالغا سميناً فقد وجد أن 26% 41% من الأطفال الذين يعانون من السمنة في مرحلة ما قبل الدراسة يعانون منها أيضا قبل البلوغ وعند الكبر. وبحسب جريدة "الجمهورية" أن الخطورة الكبري لمرض السمنة تكمن في المضاعفات الحادة طويلة المدي التي تنتج عنه، وفيما يتعلق بالمضاعفات الحادة فقد تؤدي السمنة إلي زيادة الإصابة بتوقف التنفس اثناء النوم بصورة متكررة مما يؤدي إلي خلل في النوم ليلا مع زيادة النوم المتقطع أثناء النهار وما يصاحب ذلك من قلة التركيز وضعف الأداء الدراسي للأطفال والتي هي أحد الشكاوي الجديرة بالإهتمام.. كذلك قد تؤدي السمنة إلي ارتفاع ضغط السائل المحيط بالمخ داخل الرأس.. كما قد تتسبب السمنة اذا حدثت في مرحلة مبكرة للنمو العظمي في حدوث تشوهات بالأطراف ووجد كذلك أن 20% من الاطفال المصابين بالسمنة يعانون من قصور في وظائف الكبد نتيجة لزيادة تراكم الدهون به..تشير إلي أن أهم المضاعفات هي الآثار النفسية حيث قد تنعدم الثقة بالنفس وينسحب الطفل من المجتمع. أما بالنسبة للمضاعفات الطويلة المدي.. فجدير بالذكر أن السمنة من أهم عوامل الإصابة بأمراض الأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين. قصور الشريان التاجي ، وارتفاع نسبة ضغط الدم. وذلك نتيجة لارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم. كذلك فقد وجد أن الخلل الناتج في عمليات التمثيل الغذائي مع زيادة تجمع الدهون في الجسم. يؤدي إلي زيادة مقاومة هرمون الانسولين. وبالتالي زيادة العرضة للإصابة بمرض السكر. كما لوحظ زيادة الإصابة بمرض النقرس وسرطان القولون. وارتباط هذه الأمراض بالسمنة..تضيف أن من أهم الأشياء في فحص مريض السمنة تقييم النمو الطولي وتوقيت البلوغ حيث إن المرضي المصابين بالسمنة نتيجة لأسباب عائلية أو لسوء العادات الغذائية يتمتعون بنمو وبلوغ طبيعيين بل أن الكثير منهم يكون معدل النمو لديهم أسرع من الأطفال ذوي الوزن الطبيعي. وعلي العكس فإن الاطفال من مرضي قصور الغدة الدرقية أو هرمون النمو والأمراض الوراثية الأخري. يعانون من تأخر في النمو والبلوغ. مع الأخذ في الإعتبار أن مرضي تكيس البيضين. والبلوغ المبكر لديهم سرعة في معدل النمو. أما بالنسبة للعلاج فيحتاج إلي تعاون اخصائي في التغذية مع رياضي مع الطبيب المختص ، ومن المهم جدا تعاون الأسرة مع المريض حيث أن الهدف هو الانقاص التدريجي وليس الحاد لوزن الجسم ويحدث ذلك عن طريق : * تغيير نظام الحياة لزيادة النشاط الرياضي * الحد من مشاهدة التلفاز، والجلوس أمام الحاسب الآلي. * تطبيق نظام غذائي يعتمد علي تناول غذاء متوازن لنمو الطفل مع تقليل نسبة الدهون بحيث لا تزيد علي 30% وذلك لتقليل السعرات الحرارية التي يتم تناولها، يفضل كذلك فيما يتعلق بالدهون. الحد من الدهون المشبعة كالدهون الحيوانية مثل السمن ، وغيرها والاعتماد علي الدهون غير المشبعة كالزيوت النباتية. وتشير د.مني إلى أنه يجب تلافي انقاص الوزن بصورة سريعة حادة حيث أنه قد تؤدي إلي تكوين حصوات بالمرارة وعدم انتظام ضربات القلب.